رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الرابع بعد المئتين من الاعتقال التعسفي
رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الرابع بعد المئتين من الاعتقال التعسفي.
تحية الحرية ياعمر.
من كان يراهن على استنزاف قوة التضامن مع الصحافيين المعتقلين تعسفياً منذ شهور ومع جميع المعتقلين السياسيين، عليه أن يلاحظ التصاعد المهم لموجة التضامن وطنياً ودولياً والتحَقَ بها حتى من كان متردداً في البداية واقتنع بأن إدانة هذه المقاربة واجب نضالي وأن لا مصلحة للتنظيمات الديمقراطية في ظل هذه الوضعية وهي تتجه نحو الاستحقاقات المقبلة.
كما أنها لن تقبل أن تتحمل مسؤولية هذه المقاربة إن هي لم تتصدى لها وأن تفرض وتشترط رفع هذا الاحتقان السياسي والاجتماعي والحقوقي، من أجل ممارسة سياسية وديمقراطية يستقيم معها الصراع السياسي على أُسس واضحة وأخلاقية بعيداً عن تشويه الحياة السياسية وتسفيهها ودفع المواطنين بعيداً عن الاهتمام بالشأن العام وبعيداً حتى عن الانخراط في المقاومة الاجتماعية عن طريق القمع أو التضليل والإلهاء.
ولقد نبهت جل التنظيمات الديمقراطية والحقوقية والمدنية إلى خطورة هذه الردة الحقوقية على استقرار البلد وعلى عيش المواطنين باستغلال الحجر الصحي استغلالاً سياسياً بهدف تكميم أفواه الأحرار والحجر على المجال السياسي وإغلاقه واحتكاره من طرف تحالف المال والسلطة.
إن اغتيال السياسة بالمعنى النضالي هو تعريض المغرب إلى الفشل العام.
كما أن معاقبة الشباب الفاعل في الحقل الصحافي والسياسي والمدني والنشطاء الاجتماعيين من شأنه أن يجعل الوطن لا يطمئن على مستقبله ومستقبل الأجيال القادمة.
ما يحصل اليوم من ردة حقوقية هو عنوان لضعف الدولة ورجالاتها ولا يمكن أن تشكل مصدراً للقوة والهيبة.
قوة الدولة تتحقق بالاستقرار الذي يتحقق بدوره باحترام حقوق الإنسان وضمان الاستقرار الاجتماعي لجميع المواطنين والعدالة الاجتماعية والمساواة بين المواطنين.
ولقد رأينا أخيراً كيف لمؤسسات دستورية تقدم معلومات غير حقيقية غايتها التضليل.
إنه الارتباك فعلاً.
كما أن القضاء أصبح في أسوإ حالاته وفقد ثقة المواطنين في عدالته بفعل استعماله في قضايا سياسية لصالح توجيهات الأجهزة.
هذه أعراض الدولة التي لا تعالج أمراضها بالتدبير الديمقراطي.
أمام كل ذلك مازلنا نبحث عن عقلاء يتداركون هذا المأزق وينقذون البلاد مما هي متجهة نحوه: الحائط.
مبروك عليك وعلى جميع المعتقلين هذا التضامن الواسع وطنياً ودولياً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق