رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الخامس عشر والمئتين من الاعتقال التعسفي.
رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الخامس عشر والمئتين من الاعتقال التعسفي.
سلامتك أيها الغالي من الانتقام.
أنت تعرف وأصبح الجميع يعرف دوافع استهدافك من طرف الأجهزة الأمنية.
لقد كنت من من مؤسسي فرع أطاك المغرب وانت في سنك العشرين، وفي سنة 2007 أجرت معك جريدة "المساء" حواراً حول إنشاء المناطق الحرة وقلت إن الجرائم الاقتصادية من جراء هذا الإجراءات أصبحت واضحة.
كانت هذه بداية مشوارك النضالي في كشف التغول المالي للتحالف الطبقي الحاكم الذي سار في تنفيذ توصيات المؤسسات المالية بكل سخاء وانبطاح متجاوزاً مطالب الجماهير الشعبية من خدمات جيدة ومجانية من صحة وتعليم وسكن وشغل.
وبعد العمل في العديد من المواقع الإعلامية التي لم تستطع مسايرة انطلاقك في التحقيقات الكاشفة والفاضحة للفساد بعد أن تعرضت للتهديد في استثنائها من الإشهار كمورد أساسي لمجمل المواقع، فهمت الأمر واخترت طريق العمل الصحافي المستقل، وكان هذا اختياراً له الثمن الذي تؤديه الآن.
وانطلقت مسيرتك في سن مبكرة لتأسيس عمل جبار بدأته بإنجاز تحقيقات شجاعة سنة 2015، كان من بينها تحقيقك حول المحاكمة الماراطونية لصديقك المعطي منجيب بسبب المشروع الذي انخرط فيه مع عدد من الصحافيين بتأسيس جمعية صحافة الاستقصاء AMJI وتدريب عدد من النشطاء في جميع مناطق المغرب لتأهيلهم بأن يصبحوا صحافيين مواطنين يهتمون بما يحدث في مناطقهم.
هذا العمل أصاب قوى الفساد والاستبداد بالهلع فكان منع الجمعية ومتابعة أعضائها ومحاكمتهم وسجنهم، واضطر بعضهم إلى الهجرة وطلب اللجوء في أوروبا.
وقبل هذا التحقيق سنة 2014 قمت بإنجاز تحقيق حول نهب أراضي سكان " كيش لوداية" من طرف منعشين عقاريين مفترسين، لأكثر من مئة عائلة وجدت نفسها معرضة للطرد من منازلها بحكم قضائي مع الأسف.
وتحقيق آخر أنجزته سنة 2015 حول الديون المستحقة للمستشار الملكي عالي الهمة لمصلحة الضرائب.
كما أن تحقيقك حول الدور الذي لعبه إلياس العماري وتصوَّر من خلاله أنه يستطيع التحكم في حراك الريف.
ومبكراً كان تحقيقك حول إميضر سنة 2013 تحقيقاً لفّتْهُ العديد من المخاطر على حياتك، لكنك واجهت هذه المخاطر وأنجزت تحقيقك حول ما أصاب المنطقة من خراب جراء هذا المنجم الذي يعاني منه أكثر من ثمانمئة ألف عائلة يعيشون فوق أهم الاحتياطات الافريقية من الفضة، ولا يستفيدون من عائداتها.
وكانت تغطيتك للحراكات الاجتماعية بالصوت والصورة دعماً لها وذلك بأنجاز شريط حول حراك الريف كان له وقع اعلامي واسع ودحض كل المعلومات المزيفة حول أهداف الحراك ومطالبه وحول الجرائم التي ارتكبتها السلطوية في حقهم.
هذه فقط بعض الأعمال الشجاعة التي جرَّت عليك غضب السلطوية فراحت تتهمك بالتجسس.
ولضرب رمزية عملك، سخَّرَت لك من يجعلك مغتصباً.
اكتشف الأمر كله وأصبح الجميع يعرف من هو عمر الراضي ولماذا اتهمه المجلس الحكومي بالتجسس وحتى وزير حقوق الإنسان عزف على نفس الوتر وسار عليه المجلس الأعلى للسلطة القضائية، أما أبواق الشر فلا أهمية لشرها.
أيها المغتصب لقد اغتصبت السلطوية وانتصرت عليها بفضح فسادها وحمايتها للفاسدين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق