جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

رسالتي إلى ولدي عمر لليوم التسعين بعد المئة من الاعتقال التعسفي.

 رسالتي إلى ولدي عمر لليوم التسعين بعد المئة من الاعتقال التعسفي.

أشتاق إلى صوتك الجميل ياولد.
تُعتبر أيام الإثنين والأربعاء والجمعة أعياداً نحتفل بها أسبوعياً، بفضل اتصالك بنا، فنستمتع بصوتك الجميل وأنت تسبقنا إلى السؤال عن أحوالنا وأحوال فتيحة الصحية قبل أن نسألك عن أحوالك في زنزانتك كل هذه المدة.
فتسارع إلى طمأنتنا ورفع انشغالنا أنك بكل خير وأنك منكب على ترجمة كتاب صديقك المرحوم لطفي مع زميلك العزيز سليمان.
كما أنك تقرأ كثيراً وأن زنزاتك أصبحت عبارة عن خزانة من عيون الكتب التي بعثها لك اصدقاؤك من داخل الوطن ومن خارجه.
هكذا نعرفك ونقدر شجاعتك وقدرتك على تحويل المأساة إلى فرصة جديدة للحياة. وهذه المقاومة للاعتقال التعسفي من شيم الشباب الذي قرر أن يكون كما يريد مهما قرروا في شأن حريته وانخراطه في خدمة الوطن ولو من السجن.
وعليك أن تعلم ياولدي أن الاعتقال ما زال مستمراً حتى أن الدفاع المناضل الذي أخذ على عاتقه مؤازرة المعتقلين لم يستطع مواكبة هذه الاعتقالات نظراً لكثرتها .
عدد كبير من الشباب قرروا مواجهة هذه المقاربة الأمنية بشكل فردي ومنعزل عبر نشر فيديوهات على اليوتوب بخطاب قوي وجد مباشر ضد السلطة الحاكمة.
لا بد لهؤلاء أن يمدوا جسور التواصل مع كل الإرادات اليسارية في التنظيمات الديمقراطية، وهي موجودة وفاعلة بقوة لكي لا يشعر هؤلاء الشباب بعزلتهم عندما يتعرضون للقمع أو الاعتقال.
إن ميزان القوة اليوم يميل لصالح السلطوية ولن يميل إلى صالح الجماهير إلا بجمع كل هذه الإرادات في جبهة واحدة من أجل إحداث التغيير السياسي المنشود.
إن السلطوية تحارب دور الأحزاب الديمقراطية بخلق وتشجيع وتمويل الأحزاب الموالية لها. وأن أي خطاب ضد الأحزاب وتعميمه على كل الأحزاب حتى المناضلة منها يندرج ضمن منهج السلطوية في محاربة هذه الأحزاب.
نحن الآن في حاجة ملحة إلى أن يتحمل الشباب مسؤوليته في قيادة التغيير السياسي ولن يتم هذا الطموح إلا بتلحيم كل الطاقات ووضع حد للملاسنات والاتهامات المتبادلة على وسائل التواصل الاجتماعي.
أكيد أن المنطق التاريخي ينتصر دائماً للإرادات الصادقة والمناضلة التي تنجح في توحيد صفوفها حول حد أدنى لإحداث التغيير السياسي في اتجاه الدولة الوطنية الديمقراطية ودولة الحماية والعدالة الاجتماعية.
إن المخزن يَلقُطُ الشبابَ المناضل وهم في عزلتهم عن النسيج النضالي الديمقراطي واحداً واحداً وأن حمايتهم من القمع يكمُنُ في التحامهم مع كل الإرادات الديمقراطية.
اتحدوا أيها الشباب على صوت واحد وسيكون الانتصار حليفكم.
إلى ذلك الحين ليلتك سعيدة ياولدي وسلامي لسليمان والأستاذ المعطي منجب والحرية لجميع المعتقلين.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *