جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

حامل المشعل ..

حامل المشعل ..

تمدد فوق السريرذي الغطاء المزركش الجميل

تمطى في كسل لذيذ...اشعل السيجارة المتبقية في العلبة 

ارتشف قهوته المعتادة الموضوعة قرب راسه على المائدة..

عبثت اصابعه بالقلم وهو يخط احرفا تكمل الكلمات المتقاطعة...

في صدره كانت تتماوج صرخات الغضب المكبوت من قرارات الرفاق بان يكون القرار مشتركا وعلى قدم المساواة بينه وبين باقي الرفاق...

امتدت يده لجهاز التحكم عن بعد للتلفزيون وادار قناة من القنوات المنتشرة عبر الفضاء الشاسع...

كانت القناة تنقل مباراة عن العدو الجماعي عبر تسليم المشعل من لاعب لاخر..

اعجبته اللعبة ...

تابعها بشوق كبير واللاعبون ينتظرون بعضهم البعض متلهفين من اجل وصول المشعل بين ايديهم ليكملواجري الاخرويصلوا الى النهاية...

كانت عيناه تغمضان بين الفترة والاخرى

جاهدا حاول ان يكمل الجري...

"كان المشعل في يده وكان المسؤول يشرح له اهمية الوصول بسرعة وتسليم المشعل للاخر 

كان يستمع في لامبالاة لشروحاته  وفي دواخله كان استهجان بتوجيهاته 

-هل يمكن ان يحل واحد اخر مكانه ويقوم بمايمكن ان يقوم به هو؟حتما لا

لايمكن الوثوق بالاخرمهما كانت عزيمته واصراره على الفوز

امسك المشعل وانطلق يجري

كانت رجلاه بالكاد تنقلان خطواته البطيئة

 رفاقه في المربع ينتظرون وصوله لاكمال المشوار...

كان الاخرون يتبادلون المشاعل بسرعة

مر على الاول من رفاقه ولم يمد يده ...وعلى الثاني ...وعلى الثالث...

استمر يجري ويجري ...حتى النهاية...

غضب الرفاق ...

وغضب المسؤول...

وتم الاقصاء...

ارتمى في زاوية يتابع في غضب حائر بقية المتبارين ....

عيناه لاتصدقان ...

من يكون هؤلاء...

زروال ...سعيدة ...رحال...امين...وشباب يتسلم من ايديهم المشعل ويسرعون نحو الممر الاخير...

عيناه لاتصدقان ...

اقترب منه زروال وفي ابتسامة حانية وان كانت مخرجات حروفها صارمة همس في اذنه:

-اش هاذ الذاتية ارفيق؟

لم تتحرك شفتاه ولم تنبس باي حرف او كلمة 

استمر زروال في حديثه الهادئ:

-مضى زمن الفرسان ايها الرفيق وهذا زمن الشعوب لن تستطيع لوحدك ان تصل حاملا المشعل بل مد يدك للاخرمن اجل ان يستمرمرفوعا الى النهاية!"

بجهد كبير فتح عينيه كان جهاز التلفاز ينقل صعود فريق اللاعبين الفائزين الى منصة التتويج 

اغمض عينيه كانه يرفض الاستيقاظ من حلمه 

كان بدل اللاعبين يتماثل بمخيلته  زروال ورفاقه...سعيدة ورحال وامين والبقية وهم يرفعون المشاعل عاليا وصوت زروال في اذنيه:

-لاتنس ان تسلم المشعل يارفيق!




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *