جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الحادي عشر والمئتين من الاعتقال التعسفي.

 رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الحادي عشر والمئتين من الاعتقال التعسفي.

سلامتك ياولدي.
لقد تمت محاصرة هذه المقاربة الأمنية بفعل التضامن الواسع مع المعتقلين السياسيين الذي أخرس كل المطبلين والمأجورين وانتصر عليهم.
ارتفعت أصوات الأحرار من داخل المغرب ومن العالم من مفكرين أكاديميين وحقوقيين وسياسيين تنبه النظام إلى خطورة استمرار هذه المقاربة الأمنية واستمرار ظاهرة الاعتقال السياسي والحكم على بعضهم بسنوات طويلة بتهم لا يصدقها حتى المجانين.
واستمرارالاعتقال التعسفي في حق الصحافيين لعدة أشهر دون عرضهم على المحاكمة ودون تمتيعهم بالسراح المؤقت.
وفي مقابل هذه الأصوات الحرة بدأت بعض الكائنات البرلمانية التي صُنِعت في الأنابيب الحزبية المخزنية ترفع صوتها الذي لم نسمعه منذ سنوات، تخون الأصوات الحقوقية والديمقراطية التي نبهت إلى الردة الحقوقية وبولسة الدولة.
من الطبيعي أن يُصاب من صنعهم الفساد والاستبداد والريع بالفزع من تصاعد الاحتجاجات الشعبية ضد الافتراس الاقتصادي والعقاري وتحالف المال والسلطة.
ومن الطبيعي أن يدافعوا عن المؤسسات الأمنية التي تضع خدماتها بين أيديهم وتأتمر بأوامرهم.
ولم يسبق لهم أن دافعوا عن المؤسسات المنتخبة.
ومن الطبيعي أن يقولوا عن الوضع الديمقراطي المزيف بكونه ديمقراطية حقيقية، لأنهم أول المستفيدين وهم يشكلون أغنياء المغرب ويستحودون على كل ثروات البلد بالريع والتزوير باستغلال نفوذهم في السلطة واستغلال مؤسسات الدولة والقضاء.
إن الردة الحقوقية واقع حقيقي أتى على مسح المكتسبات الديمقراطية والحقوقية الضيقة أصلاً.
ومن الغريب أن نجد منظمة حقوقية تردد تقارير المجلس الوطني لحقوق الإنسان وتُنكر على الأصوات الحقوقية الأخرى تنديدها بالوضع الحقوقي في المغرب وتضعه في سياق دولي هروباً من مواجهته داخلياً.
إذا كان لا بد من المقارنة مع ما يجري في العالم من ردة حقوقية، فيجب أن تشمل المقارنة كل المؤشرات التنموية والديمقراطية وأن تتم مع الدول الناجحة لا مع الفاشلة.
كما أننا لا يجب أن نستورد القمع عوض القمح.
نقول لهؤلاء أن سنوات الرصاص كانت في سياق محموم بالصراع حول السلطة استُعملت فيه كل الأساليب للإطاحة بالنظام قَابلَته الإطاحة بقوى اليسار المناضل بكل الأساليب.
هذا السياق لم يعد موجوداً ولم يعد هناك من ينازع النظام في وجوده.
هناك فقط حراكات طابعها العام اجتماعي ويواجهها المخزن بنفس أساليب زمن الرصاص.
تغيرت المواجهة ولم يغير المخزن من سلوكه.
هذه الكائنات المفترسة هي عدو الشعب المغربي والسبب في كل مآسيه.
فحتى الجائحة تم استغلالها من طرف هؤلاء فضاعفوا ثرواتهم على حساب الشعب المغربي الذي أصبح عدد فقرائه يتجاوز العشرين مليون.
لا يمكن للشعب المغربي أن يستمر في العيش تحت الفساد والاستبداد وسلطة المال الفاسد.
والانتخابات القادمة ستكون عنواناً لرفض المغاربة الاستمرار في تكرار نفس المسرحية.
سيأتي يوم الحساب وهو قريب.
كما هو قريب يوم نراك بيننا أيها الغالي.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *