جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 239 من الاعتقال التعسفي.

 رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 239 من الاعتقال التعسفي.

سلامتك ياولدي من الاستثناء المغربي.
لقد أصبح المغرب فعلاً استثناءً في محيطه، لكن في الاتجاه المعاكس.
تونس قطعت أشواطاً مهمةً في البناء الديمقراطي واستثمار ثورتها ، يصعب معها عرقلة آلته التي تتجه بكل ثقة نحو المستقبل رغم ما يمكن أن يقال عن الصراع بين الرئاسة والحكومة والبرلمان.
هذا الصراع يعبر عن حيوية المجتمع التونسي وسيُفضي إلى استقرار الديمقراطية بشكل نهائي.
ولن يعرف بعد الآن الاستبداد طريق عودته إلى هذا البلد الشقيق.
تشهد الجزائر حراكاً اسبوعياً عارماً مطالباً بإرساء الدولة المدنية الديمقراطية وإبعاد الجنرالات عن المجال السياسي وإرجاعهم إلى ثكناتهم.
ولا نلاحظ في اتهامات الصحافيين والنشطاء ومحاكمتهم من طرف النظام تهماً من طبيعة التهم الأخلاقية التي توجهها السلطوية في المغرب في حق الصحافيين والنشطاء رغم استبداد النظام القائم في الجزائر.
وتحاكم موريطانيا رئيسها السابق كما تفعل دول الغرب الديمقراطية.
كما أننا لم نرَ مواجهة المحتجين بالعنف في الجزائر، الذي واجهت به قوى القمع في المغرب، والتي مارست كل أنواع التنكيل بالمتظاهرين.
هذا هو الاستثناء المغربي الذي يضعنا خارج السياق المغاربي في التعامل مع الاحتجاجات الاجتماعية.
ومع تصاعد مقاومة المواطنين لهذه المقاربة الأمنية وتحرير الشارع المغربي وفتحه في وجه العديد من المظاهرات العارمة، على البنية الأمنية التي وضعت يدها على جميع المؤسسات، أن تلتقط اللحظة وأن تعترف بفشلها في إدخال المغرب في نفق الاستبداد وأن يعود أطرها إلى مكاتبهم لتحقيق أمن البلد والمواطنين حسب الدستور.
كما عليها أن ترفع يدها عن شباب المغرب الفاعلين والمنخرطين في تتبع الشأن العام من صحافيين ونشطاء سياسيين/اجتماعيين ومحامين وأطباء وأساتذة ومعطلين وتلاميذ.
إن الحرب التي فتحتها هذه البنية الأمنية في وجه كل الفئات الفاعلة في المجتمع مصيرها الفشل، وهذا ما يحصل الآن.
وحده طي هذه الصفحة السوداء في تاريخنا والانفتاح على فعاليات المجتمع السياسي والحقوقي ووضع حد لهذه المقاربة القمعية كفيل بإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان.
لنا موعد مع هذا العهد ياولدي وما ذلك بعزيز علينا.
لم يتحقق لنا تواصلك معنا هذا اليوم وسنعوضه بلقاء مباشر في زيارة يوم الجمعة المقبل.
ننتظر هذا اليوم بصبر أيوب.
ليلتك سعيدة ياولدي وسلامي لسليمان والحرية لجميع المعتقلين.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *