جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

حركة3مارس/ كتاب* أبطال بلا مجد* رضوان عند السلام –الجديدة-مارس2006 جريدة النهج الديمقراطي العدد-100-

 تحية تقدير و احترام لرفيقنا و صديقنا عبد السلام رضوان من الجديدة عن هذا المقال الرائع....

حركة3مارس/ كتاب* أبطال بلا مجد*
رضوان عند السلام –الجديدة-مارس2006 جريدة النهج الديمقراطي العدد-100-
كتب ابن الشهيد بنونة في كتابه* أبطال بلا مجد* في الصفحة 256 بحزن و مرارة متسائلا ومستنكرا طمس تجربة ثورية عرفها المغرب في السبعينات؛" إن الحزب- يقصد الإتحاد الإشتراكي-اختارالتناوب الممنوح بهدف واحد:ضمان بقاء المخزن بعد اختفاء الحسن الثاني ،ما دام لم يستطع تقديم بديل قابل
للحياة و الإستمرار.إن بتر الذاكرة يبقى عنده الوسيلة الوحيدة لإخفاء الفشل"
------------------------------------------------------------------------------------------------------
المجد للأبطال مارس 1973 ---مارس 2006
------------------------------------------------------------------------------------------------------
إن الكتاب المشار إليه أعلاه و الذي جاء ضد منطق النسيان السائد و من أجل حفظ الذاكرة واستجلاء الحقيقة عن تجربة ثورية مغربية ،لهو وثيقة هامة جديرة بالقراءة و الدراسة والتحليل و النقد و التقييم الموضوعي .إنه كتاب قابل للقراءة من عدة زوايا:سياسية وتاريخية وأدبية وفكرية وغير ذالك؛من طرف المختصين و المناضلين،وإلى أن يتم ذالك نسجل الملاحظات التالية:
- أن تجربة عمر دهكون و رفاقه تعرضت للتعتيم والتشويه و الإنكار ..فإذا كان ذالك مفهوما من طرف المخزن وحلفاءه الطبقيين فهو غير مفهوم من طرف المناضليين الذين عايشوا هذه التجربة عن قرب أوعن بعد بشكل مباشر أو غير مباشر و الذين تقاعسوا عن القيام بواجبهم في التعريف بها مع بعض الإستثناءات.
- أن نهج الإقصاء و الطمس لكفاح الشعب المغربي وانتفاضاته و نضالاته هو سياسة ثابتة من طرف المخزن ونخبه السياسية و مثقفيه و منظريه القدامى منهم و الجدد ويسري ذالك على جميع التجارب النضالية و لنا في طريقة التعامل مع ثورة عبد الكريم الخطابي بالشمال ومع باقي النضالات والكفاحات خصوصا بعد الإستقلال الشكلي،دليل صارخ على ذالك.منها على سبيل الذكر لا الحصر:انتفاضة الريف سنة 1958 – انتفاضتي الدار البيضاء لسنة 1965 وسنة 1981 انتفاضات الشمال ومراكش و فاس لسنوات 1984و1990 وتجربة الحركة الماركسية اللينينية بالإضافة إلى نضالات الفلاحين الفقراء و عمال المناجم و غيرها.
- إن أخطر ما يواجه هذه التجارب الكفاحية هو محاولة اجتثاثها من الذاكرة الجماعية لشعبنا و من التاريخ المعاصر للمغرب و محو أي أثر لها أو علامة تشير إليها ،أو عدم إعطاء الأحداث والوقائع مكانها الحقيقي والموضوعي وبعدها التاريخي باعتبارها تجارب صارت ملكا لجميع المغاربة لا يحق لأي كان أن يهيل عليها التراب بعدما تم ذالك على أجساد الشهداء.
- إن هذه النضالات البطولية و التي دفع ثمنها بسخاء آلاف المناضلين من أبناء الشعب المغربي ما تزال بالضرورة حية موجدة في الوثائق والأرشيفات و الصور والمحاضر و الضحايا و مجهولي المصير وكل الدلائل المادية عند مختلف قوات القمع المغربية لهذا وجب التحذير من الإجهاز عليها و بالتالي من حق الشعب المغربي المطالبة بالإفراج عنها لمعرفة الحقيقة عن ماذا جرى؟ وكيف جرى كل ذالك ؟ خصوصا بعد عجز و فشل هيئة الإنصاف و المصالحة عن القيام بذالك.
- إن دور المثقفين العضويين و المناضلين عموما يبقى أساسيا لتدارك هذا النقص والرد على هذه المحاولات اليائسة وذالك عبر تأريخ وتسجيل وحفظ وتوثيق...بمختلف الأساليب والأشكال كل ملاحم الشعب المغربي وكفاحاته من أجل الإنعتاق ضدا على منطق التعتيم و الهرولة وتبرئة الذمة و إظهار حسن السلوك للمخزن و الزحف على البطون نحو موائد الأسياد و الذي صار ينهجه أشباه المثقفين ومناضلي القصر الجدد.
و في محاولة للإلمام ببعض المعطيات التي أطرت انتفاضة3مارس 1973 و لوضعها في سياقها التاريخي والنضالي نسجل ما يلي:
+ أن حركة 3مارس جاءت في ظروف دولية تميزت بنهوض يساري عارم من جنوب شرق آسيا(فيتنام)إلى الخليج العربي(ظفار)إلى فلسطين و المغرب وأمريكا الجنوبية وإلى أروبا نفسها بعد ثورة ماي 1968 و نضالات الطبقة العاملة عبر العالم.
+ أن المغرب كان يعيش في ظل حكم استبدادي مطلق حيث خنق الحريات العامة و الإعتقالات التعسفية و تعليق عمل المؤسسات و حضر المنظمات الجماهيرية المناضلة و رقابة قبلية على الصحف و ما إلى ذالك من مظاهر الإستبداد و التسلط.
+أن اليسار المغربي التقليدي تعزز بظهور حركة يسارية جذرية نوعية هي الحركة الماركسية اللينينية المغربية و خاصة منها منظمة إلى الأمام ،والتي أعطت زخما نضاليا و أفقا سياسيا و ايديولوجيا جديدا ألهب حماس الطلائع المغربية المناضلة وجعلها تنخرط بقوة لمواجهة الإستبداد رغم معرفتها و معايشتها للقمع الهمجي للسلطة القائمة.
+ونتيجة لكل ذالك انفجرت التناقضات في صفوف الطبقة الحاكمة نفسها تجلى ذالك بالخصوص في المحاولة الإنقلابية الأولى سنة1971 بالصخيرات والمحاولة الإنقلابية التانية في 1972 أثناء مهاجمة الطائرة الملكية و اللتين هزتا بنيان النظام من أساسه.
+ أن العنف الثوري الذي مارسه دهكون و رفاقه كان هو الرد الطبيعي و المنطقي على همجية العنف الرجعي للنظام الشامل و الممنهج ضد أبناء الشعب المغربي منذ 1956 .
+ أن حركة 3مارس-عكس ما يروج عنها- كانت لها امتدادات جغرافية وشعبية لا يستهان بها تفتقدها القوى السياسية الحالية فمن كلميمة إلى تنغير إلى الراشدية إلى فكيك إلى آسفي و الدارالبيضاء و سلا إلى خنيفرة و قبائل الأطلس المتوسط مرورا بباريس والجزائر وليبيا و سوريا في كل هذه الأمكنة وغيرها كانت خلايا التنظيم تشتغل و تأطر و تستقطب وتعبئ وتكون المناضلين ليجسد الجميع أفكارهم و طروحاتهم الثورية.
+ إن حركة 3مارس كان لها أيضا امتداد تاريخي يعطيها كامل المشروعية فمن المقاومة ضد المستعمر إلى جيش التحرير بالجنوب،المقموع و المنحل،إلى شيخ العرب و رفاقه إلى حركة 3مارس كلها حلقات متواصلة للصراع ضد الإقطاع و البورجوازية الهجينة و ممثلها السياسي المخزن وحلفائه المحليين و الدوليين.
+ أن هذه الحركة الثورية في إطار بنيتها التنظيمية الداخلية يمكن أن تكون فيها أخطاء تكتيكية أو استراتيجية أو في طبيعة الصراع مع العدو وأساليبه أو قد يكون هناك غموض سياسي أو ايديولوجي و ثغرات تنظيمية أو غيرها..كل ذالك قابل للتقييم الموضوعي وللمناقشة الرفاقية لكن كل ذالك لا يقلل بتاتا من أهمية التجربة و قوتها كتجربة نابعة من صلب المجتمع المغربي مثلها مثل تجارب نضالية أخرى أبدعها شعبنا،تحقق كلها التراكم النضالي الضروري من شأن قراءة موضوعية لها ،الإستفادة من نقط ضعفها و قوتها.
+ إن هؤلاء المناضلين الأبطال جسدوا أفكارهم و مبادئهم وأحلامهم على أرض الواقع و لم يلوكوا الكلام الفارغ عن الثورة في الصالونات و حلقات النقاش بل ركبوا الأهوال والمخاطر وبذلوا المجهودات الجبارة ليل نهار في إطار العمل السري الصعب و كونوا المناضلين و الخلايا وعقدوا اللقاءات و التداريب والتنقلات في ظروف جد صعبة ومعقدة واستعملوا أساليب وأبدعوا في التمويه و في اختراق قلاع المخزن الأمنية.وتحملوا قبل و بعد الإعتقال ما لا يمكن تصوره من الآلام والعذابات و قدموا أرواحهم و دماءهم فداء لقناعاتهم و من أن يعيش الوطن حرا و ديمقراطيا و اشتراكيا.
+ إن الأهداف التي ناضل من أجلها دهكون و رفاقه ما تزال مطروحة و هي الديمقراطية الحقيقية و التحرر و الإشتراكية و هي نفسها الأهداف التي سطرها تنظيم النهج الديمقراطي من خلال مؤتمره الأول المنعقد سنة 2004 ويعمل مناضلوه باستمرار وفاء لهؤلاء الأبطال ولكل شهداء الشعب المغربي الذين انصهروا في النضال الشعبي كل من موقعه و من رؤيته ومن تنظيمه ولكن بالتأكيد جميعهم عملوا من أجل التغيير الحقيقي للأوضاع وليس الشكلي.
و اليوم يطرح بإلحاح على جميع المناضلين المخلصين من مختلف المنظمات السياسية و الجماهيرية الديمقراطية استلهام الدروس من مختلف تجارب شعبنا بتنوعها و غناها و الإنخراط بقوة في جبهة عريضة من أجل الديمقراطية الحقيقية و مواجهة الرأسمالية المتوحشة فذالك وحده يعطي لاستشهاد مناضلينا معنى و يفتح لشعبنا الطريق نحو مستقبل أفضل.
رضوان عند السلام –الجديدة-مارس2006 جريدة النهج الديمقراطي العدد-100-


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *