جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

*اعتقالات 3 مارس ن.و.ت ودهكون *الرفيق الطاهر محفوظي

 *اعتقالات 3 مارس ن.و.ت ودهكون *

نزولا عند رغبة كثير من الرفاق، وصونا للذاكرة، ونظرا للغياب الأبدي للرفيقين القائدين محمد تريدا واحمد فكاك وسكوت الرفيقة عائشة مفتوح، وبعدها وتباعدها،أعيد نشر الآتي:
يوم ٣مارس سنة ١٩٧٣،وكان يوم سبت، وطبعا صادف عيد العرش الذي كانت تقام فيه الحفلات لاسابيع طويلة،كان لنا اجتماع لخلية ن.و.ت بالبيضاء.
سمعنا عن اعتقالات فاس التي مست الفرع وبعض الطلبة،والتي بدأت نهاية يناير،ولم يخطر ببالنا أن النار ستصل
إلى المقر المركزي...وهذا خطأ في التقدير...
كنا أربعة :محمد تريدا، الكتاب العام،أحمد فكاك،مكلف بثانويتي الخوارزمي والإمام مالك،عائشة مفتوح منسقة ثانويتي شوقي وفاطمة الزهراء،ويعود لي شرف التنسيق
مع تلامذة ثانوية م.عبدالله، محمد الخامس،ابن تومرت،الأزهر
إلى جانب التنسيق مع العمراني واحمد ايت بناصر من تنظيم
(الف)
تجدر الإشارة أننا كنا رفاقا في تنظيم( ب) مكلفين بقطاع
التلاميذ،وبهذه الصفة،كنا في القيادة الوطنية لن.و.ت.
يوم السبت، توجهنا الى المقر كالعادة،والذي يوجد بملتقى شارع سان سونس ومينيلمونتون بحي بلفدير ..وكان في ملكية سعيد بونعيلات،ومكترى باسم الرفيق القائد رحال
جبيهة( لم أكن أعرف هذه التفاصيل يومئذ ).
جدول الأعمال تعلق بتقارير النضالات ،توزيع المهام والمناضل وإلى الأمام ،وكانت مجلة مشتركة بين تنظيمي الف وباء...بعد مدة،سمعنا طرقا على الباب،فتح تريدا فهجموا علينا بالمسدسات كما في الافلام...!
وضعوا لنا الأساوير حول المعصم وانزلونا إلى سيارة مدنية صغيرة،لم يستعملوا معنا عنفا ولا شتما ولا عصابة...
كنا سبعة في حيز ضيق،أمروا عائشة أن تجلس فوق فخدي،
وانطلقت السيارة...اتجهت الى شارع إميل زوالا، ثم شارع الزرقطوني،تنفست الصعداء؛إذ كنا على بعد أمتار من درب مولاي الشريف،وها نحن نتوجه إلى المفوضية المركزية بالمعاريف...!
كان شارع المقاوم الشهير مملوءا عن آخره بالفتيات الراقصات
المادحات، أليس اليوم عيد جلوس الملك على العرش؟
اوقفنا البوليس مرتين،كان الضابط بالزي المدني والذي يسوق السيارة يقول:نحن فرقة من الشرطة القضائية بفاس،نحمل معتقلين، دعونا نتوجه إلى المعاريف...!..وتوجهنا إلى المعاريف وسط الاهازيج والزغاريد...كان القوم يعتقدون أننا وفد رسمي،ولم يخطر بالبال أننا ذاهبون لصقر...!
قبل دخول المخفر،وضعوا فوق أعيننا العصابة،وبدأت المأساة ..
من مقرنا،حجزت الشرطة :كتبا ومناشير و الة كاتبة و الة نسخ رونيو يدوية وكراسات واعدادا من المناضل وإلى الأمام.
من العبث في مثل هذه الظروف أن تقول :كنا هناك نراجع
الدروس او ننتظر الأوتوبيس...! ألقي علينا القبض بالجرم
المشهود،وهذا ما دفع محمد تريدا أن يهمس في آذاننا:نعترف
بالنقابة وننكر الباقي، وبقينا على هذا النهج إلى النهاية..إذ رغم التعذيب والتضييق والجوع والقمل والاوساخ، لم يسمعوا منا الا:نعم نحن من قادة ن.و.ت ،وكل الأسماء في الدارالبيضاء والجهات اسماء مستعارة، وطبعا هذا البوح التلقائي كان معروفا لدى الشرطة...وكعربون تعاون، اعطيناهم
بعض الأسماء مثل محمد الكرفاتي ومحمد المحجوبي ،وكانا متابعين...!
قضينا شهرين في المعاريف،وبعدها نقلوني مع عائشة وبوغابة إلى مستشفى ابن رشد،حيث مكثت رفقة محمد إلى ٢٤مايو،
بقيت في الإنعاش عدة أيام، ثم نقلوني إلى قبو الجناح ٣.
خلال هذه المدة،بعثت برسائل لمن يهمه الأمر...
اعادونا إلى المخفر يوم ٢٤مايو وقدمونا إلى الوكيل العام
بتهم ثقيلة:المس بسلامة الدولة، التآمر، قلب النظام...!
المهم تهم لا تمس بالشرف...!!
خلال البحث والتعذيب، كانت الأسئلة تنصب على القادة،وعن اسماء التلاميذ...وعن ليبيا والجزائر...لم افهم لم التركيز على هذين البلدين،إذ لم نكن على علم بالعمل المسلح الذي باشره
الاتحاديون رفاق الشهيد دهكون في كل من خنيفرة و سلا..
احالنا الوكيل العام على قاضي التحقيق،والذي استضافنا، على نفقة الدولة ؛في فندق اغبيلة العامرة...!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *