جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الحادي والثلاثين بعد المئتين من الاعتقال التعسفي.

 رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الحادي والثلاثين بعد المئتين من الاعتقال التعسفي.

تحية الأمل ياولدي وسلامتك من اليأس.
اليأس الذي يخيم على الوطن من جراء مقاربة أمنية شاذة ولا مبرر لها، لا سياسياً ولا اجتماعياً، وكأن مبررها الراجح هو وضع البلاد تحت الحجر السياسي والحقوقي والاجتماعي، عندما وجد المسؤولون عن السياسات العمومية الفاشلة نفسهم عاجزين عن تلبية مطالب الشعب المغربي الذي يتحمل وحده تكاليف الأزمة.
هذه الأزمة سببها الفساد واستبداد الإدارة خدمة لطبقة تمكنت من مفاصل الدولة وراحت تفترس وتنهب ثروات للبلاد، فزادت ثرواتهم وزاد معها فقر المواطنين وتعطلت التنمية.
هذه الوضعية تدفع المواطنين وكل التعبيرات السياسية والحقوقية والمدنية إلى اليأس من حصول أي تغيير في الأفق القريب ولا البعيد.
ولقد جرب المغاربة عواقب اليأس في سنوات الرصاص وكانت نتائجه عنيفة على المجتمع برمته وراح ضحيته المئات من الشهداء عبر محطات متوالية.
ونحن الآن نعيش تكرار أسباب اليأس وارتداداته والتي أصابت المواطن في ثقته في الدولة ومن يدور في فلكها، واختار مقاطعتها ومقاطعة السياسة.
وعندما يستبد اليأس بالمواطنين ويفقدون أملهم في حياة أفضل تنفلت الأعصاب وتتوتر العلاقات الاجتماعية ويضيع الاستقرار والتضامن، وهذه هي أعراض الدولة الفاشلة.
لكن هناك أملاً استبدَّ بالشباب مثلك ياعمر، وهو ما يجعل التاريخ لا يحب التكرار ويعدنا بغد أفضل بفضل تضحيات الوطنيين الحقيقيين. وإذا حصل هذا التكرار فلن تكون له نفس النتائج بل أخطر.
أملنا أن نمنع اليأس ونحقق التغيير المنشود، وذلك بوضع حد للاستثناء المغربي الذي يدير ظهره لتطلعات الشعب المغربي في الحرية والعدالة الاجتماعية.
اطلقوا سراح أبنائنا وكفوا عنا هذا اليأس.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *