جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الرابع والعشرين بعد المئتين من الاعتقال التعسفي .

 رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الرابع والعشرين بعد المئتين من الاعتقال التعسفي .

سلامتك ياولدي.
اعتقالك ياولدي واعتقال الصحافيين والمدونين والحقوقيين والنشطاء الاجتماعيين، ومنع التعبير السياسي والشعبي من وقفات ومسيرات وحتى إحياء الأيام الوطنية والدولية هو عنوان لمرحلة أُريد لها أن تُدخل المغرب في نفق مظلم وبئيس ينعدم فيه أوكسجين الحرية والكرامة وينعدم فيه خبز الفقراء وتعليمهم تعليما مواطناً وصحة تحمي المغاربة من عللهم.
هذا هو النموذج التنموي الذي يُحضَّر له الآن ، وبدأ بتجفيف كل الفضاءات من نخب المجتمع الفاعلة والمنتقدة للسياسات العمومية وحشرهم بالسجون وزرع الخوف في صفوف المجتمع.
وبالمقابل تُشجع الدولة وتُجيش هذه الفضاءات بالأبواق المأجورة بنشر التضليل وتخوين المعارضين والتشهير بهم تهييئاً للرأي العام لقبول السياسات اللاشعبية التي يتم تحضيرها في غياب المواطنين وكل الحساسيات السياسية والنقابية والحقوقية.
وعندما يتسع هامش الفقر والهشاشة ويجوع المواطنون، لن ينفع هذا النموذج المشؤوم في تكميم الأفواه الجائعة، في مناخ اجتماعي متوتر وتعليم ضعيف وانتشار الأمية والجهل.
ولقد جعلتنا الجائحة نقف على حقيقة مرة كانت صحافة التضليل تخفيها عن المواطنين، وهي أن 23 مليون مغربي فقراء ويحتاجون إلى الدعم. وهذا العدد يشكل أكثر من نصف ساكنة المغرب.
نحن فعلاً شعب فقير بسبب هذه السياسات التي حدفت عنه الدعم الاجتماعي بتفكيك صندوق الموازنة وتحرير الأسعار وخوصصة كل الخدمات الاجتماعية.
ولا نرى في الأفق رغبة في إصلاح هذه الأوضاع، بل ما نراه هو التشبت الأعمى بنفس الاختيارات التي أدت إلى هذه الوضعية وتم إغلاق النقاش العمومي وحصره بين مكونات التحالف الطبقي الحاكم المستفيد من اقتصاد الريع وافتراس المال العام والثروات الطبيعية.
ومن بين الاختيارات المبشرة بتأزيم الوضع أكثر، هو ما يُعد للمحطة الانتخابية المقبلة، التي ستكون نقطة نهاية الحلم بالانتقال الديمقراطي وتركيز كابوس الاستبداد.
هذا الكابوس لن يدومَ طويلاً لأنه لن يقدم للمغاربة إلا مزيداً من البؤس والهشاشة.
والحل بيد النظام قبل القوى السياسية من أجل إنقاذ نفسه أولاً وإنقاذ البلد من الفشل.
وحده النقاش العمومي وتدشين انفراج سياسي كفيلان بوضع البلد على سكة التغيير الذي لن يكون غداً ولكن مشواره طويل.
لا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر.
ليلتك سعيدة ياولدي وسلامي لسليمان والحرية لجميع المعتقلين.
وكل التضامن مع الأستاذ المعطي منجب.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *