جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

رسالتي إلى ولدي عمر لليوم التاسع عشر بعد المئتين من الاعتقال التعسفي.

 رسالتي إلى ولدي عمر لليوم التاسع عشر بعد المئتين من الاعتقال التعسفي.

سلامتك ياولد.
غداً ننتظر مكالمتك الهاتفية وننتظر معها خبرَ تجاوزك للمرض الذي ألمَّ بك ونتمنى أن تتمتع بالعناية التي تتطلبها مثل هذه الحالات.
إذا كانت السلطوية تنوي التحكم في الاحتجاجات الاجتماعية والمطلبية عن طريق القمع والاعتقالات والمحاكمات الصورية فها هي الآن ترى كيف تتسع رقعتها على امتداد الوطن.
احتجاجات المعطلين والأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد والأطر الإدارية بوزارة التعليم ومظاهرات مدينة فاس ولفنيدق وهرمومو وعدة فئات من قطاعات مختلفة ضيق عليهم الظلم والتهميش وخرجوا ليقولوا : لا للفساد ولا لاستبداد المسؤولين وتجاهلهم للمطالب المشروعة.
المسألة مسألة فساد واستبداد تضيع معهما حقوق المواطنين وتنعدم شروط التنمية وتظهر شروط التخلف الاقتصادي والاجتماعي وينتشر الفقر والأمية والبطالة.
هذه الشروط هي التي تدفع الناس للخروج إلى الشارع لدفع الظلم والمطالبة بالعدالة الاجتماعية والمساواة بين المواطنين.
وهي نفس الشروط التي يفضح أسبابَها عدد من الصحافيين والحقوقيين والمدونين، واجهتم السلطوية بالاعتقالات التعسفية والمحاكمات بتهم صورية.
والعالم يرى ويشهد على ذلك وكأني بالسلطوية تقول: سنفعل بكم ما نريد.
ولقد قالها أحد رموز السلطوية لمواطني لفنيدق أن: " لا أحد يلوي يد المخزن وخذوا العبرة من حراك الريف" .
وهذه طبيعة المخزن الذي لا يسمع ولا يستسلم حتى ولو كانت المطالب لا تكلفه شيئاً، فلن يتنازل بل يفضل تنزيل القمع ضد المحتجين.
هل حقق المخزن أهدافه من هذه المقاربة الأمنية؟
هل استمرار الاعتقال التعسفي للصحافيين حقق للدولة استقرارها وأبعد عنها المخاطر؟
استمرار اعتقالك وسليمان والمعطي، لا يخرج عن رغبة مريضة بالانتقام من طرف من أصبح بأيديهم مصير الأحرار ومصير البلاد بدون أية مراقبة وكأنهم فوق القانون.
ومازالت السجون تستقبل مزيداً من النشطاء والإعلاميين(شفيق ولبداحي وعدد آخر من المدونين).
لكن لا تملك هذه المقاربة الأمنية عناصر الاستمرار لأنها محكومة بِنيّة أصحابها في السيطرة والانتقام من المعارضين، وفي نقص خبرتهم وفي جنوحهم للمغامرة والمقامرة بمصالح وسمعة البلد، وسيرحلون كما رحل من سبقوهم.
والمغرب برجاله ونسائه وشبابه ليس عقيماً لكي ينجب لنا فقط black sheep بل لنا رصيد هائل من التضحية ونكران الذات ومستعدون لحماية الوطن من الافتراس والمقامرة .
نتمنى لك صحةً جيدةً وصبراً على الظلم والانتقام.
ليلتك سعيدة ياولدي وسلامي لسليمان والحرية لجميع المعتقلين.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *