جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الثالث والثلاثين بعد المئتين من الاعتقال التعسفي.

 رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الثالث والثلاثين بعد المئتين من الاعتقال التعسفي.

سلامتك ياولدي وسلامة الوطن من الفوضى.
الفوضى التي يعيشها وطننا العزيز على جميع المستويات وعلى رأسها الفوضى الأمنية والحقوقية، تستدعينا جميعاً وتدفعنا إلى طرح سؤال عريض: من يرغب في الزج بالبلد في فوضى تهدد تماسكه وتزرع فيه بذور الحقد والانتقام ؟
عندما تُهان كرامة النخب الفاعلة في المجتمع من طرف المسؤولين عن حمايتها وصونها، يصبح الوطن غريباً عنا.
لا وطنية بدون كرامة.
ما حدث بالعاصمة من مجزرة في حق أطر التعليم ، تستدعي القوى السياسية، بيمينها ووسطها ويسارها والمنظمات الحقوقية أن ترفض رفضاً حاسماً هذا السلوك الذي يستهدف وجودها ويفضح عجزها أمام المواطنين ويُحملها المسؤولية إن هي لم تحزم نفسها وتتصدى لهذا النهج القمعي.
وما يثلج الصدر هو الحملة الواسعة التي فضحت هذه المجزرة على مواقع التواصل الاجتماعي وحملته إلى العالم بأسره ودفعت المسؤولين للخروج إلى الرأي العام بفتح تحقيق نتمنى ألا يكون مصيره ككل التحقيقات التي لم نرَ لها نتائجاً.
وعلى المسؤولين الآن أن يتوقفوا قليلاً لتقييم هذه المقاربة الأمنية وعواقبها على صورة البلد أمام العالم، ولو أن مجرد ترميمها يبدو صعباً للمدى الذي بلغته.
لم نعد نعرف دوراً للمؤسسات الأمنية ولا من له الحق في ممارسة هذه المهنة، فأصبح كل بلطجي ينتحل هذه الصفة علانية وينَكل بالمواطنين، كما أن أعوان السلطة أصبحوا يتمتعون بالصفة الضبطية ويعتقلون المتظاهرين، وهكذا تحول الأمن إلى اللاأمن والفوضى.
وأصبح الجنس سلاحاً لمعاقبة النساء والرجال ، لا فرق، وكأنه اكتشاف مغربي بامتياز.
ما تعرض له نساء ورجال التعليم في العاصمة، عرّض الوطن برمته إلى السقوط في الفوضى العامة وهو سقوط كل القيم التي تجمعنا، من احترام متبادل وتضامن والالتزام الواجب بالقانون.
الخوف كل الخوف، لأن القادم من الأيام لا يبشر بالخير.
لم تنفعنا الانتخابات والبرلمان والحكومة والجماعات الترابية والجهات في تحقيق مساحة من الديمقراطية وكل المؤسسات الدستورية التي تبتلع ميزانيات ضخمة دون أن تكون لها فائدة على التنمية وعيش وحقوق المواطنين.
فما فائدتها إدن إن لم تستطع حماية المواطنين وحقوقهم من التغول السلطوي ؟
هذه الفوضى هي السبب في اعتقالكما التعسفي أنت وسليمان وكل المعتقلين واستمراره كل هذه المدة.
كفوا عنا تغولكم واطلقوا سراح الحريات وسراح أولادنا.
ليلة سعيدة ياولدي وسلامي لسليمان والحرية لجميع المعتقلين.
وكل التضامن مع الأستاذ المعطي منجب في محنته وأناشده أن يوقف إضرابه المفتوح عن الطعام.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *