رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 252 من الاعتقال التعسفي.
رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 252 من الاعتقال التعسفي.
تحية العدالة ياولدي.
كنتَ اليوم معتقلاً وتُحاكم بتهم اعتبرتها أكثر من 20 منظمة وجمعية دولية باطلة ولا تستوجب الاعتقال الاحتياطي كل هذه المدة كما اعتبرت عملَك في محاربة الفساد ودعم الحراكات الاجتماعية والدفاع عن حقوق الإنسان هو سبب التحرش القضائي والأمني والإعلامي بك وبأصدقائك المعتقلين.
وشكل دفاعك من نخبة المحاماة والحقوقيين المناضلين ذرعاً لك أمام ما ذهبت إليه النيابة العامة.
وأمام المحكمة كان أحرار المغرب وشبابه يجسدون وقفة تضامنية معك ومع كل معتقلي الرأي مطالبين بإطلاق سراحكم جميعاً.
هنيئاً لك بهذا التتويج وهذا الاحتضان والتضامن أمام آلة القمع التي لا تعرف من حقوق الإنسان إلا واجهة للتصدير الخارجي.
لكن هذه الواجهة تعتمت وظهر للمنتظم الدولي حقيقة النظام المغربي الذي يضيق صدره بالمعارضين فلا يتورع في فتح السجون في وجههم لإسكاتهم.
لكن هيهات، لقد عرف المواطنون طريق الشارع وفتحوه بالصمود رغم القمع الشرس والاعتقالات الجماعية.
وما هي إلا البداية والمستقبل يعدنا بمزيد من الحراكات الاجتماعية التي لم تعد تصبر على هذه الوضعية ولم تعد تثق في مؤسسات الدولة.
ولكي يتجنب النظام ما لا يُحمد عقباه، على عقلاء النظام إذا كان هناك عقلاء، وعلى القوى الحية أن يسارعوا إلى مواجهة هذه الردة الحقوقية والهجمة المخزنية على حريات المجتمع وحقوقه،و التي وصلت لدرجة الخنق.
القوى الحية في البلاد عليها دور حاسم في مواجهة المخزن بحقيقته وبمسؤوليته على كل الأزمات التي عطلت الانتقال الديقراطي منذ الاستقلال وعطلت التنمية ووسعت هامش الفقر لأكثر من نصف ساكنة المغرب.
هذا الوضع هو الذي دفعك ودفع كل الأحرار لوضع أسماء الفاسدين في خانات الفساد.
أنت الآن حر وبرئ في نظر أحرار الوطن وأحرار العالم وسيذكر التاريخ ما قدمته من تضحية من أجل وطن للجميع.
ليلتك سعيدة ياولدي وسلامي لسليمان والحرية لجميع المعتقلين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق