جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 253 من الاعتقال التعسفي.

 رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 253 من الاعتقال التعسفي.

اشتقنا إليك أيها الغالي.
إن هذه المقاربة الأمنية التي تستهدف الصحافيين والمدونين والنشطاء الاجتماعيين بالتشهير والتحرش الأمني والقضائي لم تتوقف عند هذا الحد، بل صارت تستهدف كل الفئات من أساتذة واطباء وممرضين ومعطلين وطلبة وعمال وعاملات، وحتى الجبهة الاجتماعية التي تضم عدداً من الأحزاب والنقابات والجمعيات يتم منعها من التعبير عن مطالبها عبر الوقفات الرمزية والمظاهرات كما أن عدداً من الجمعيات ممنوعة من توصلها بوصل الإيداع.
إنه الحصار الشامل على حرية التعبير وعلى النشاط السياسي للأحزاب الديمقراطية والنقابات والجمعيات الحقوقية والمدنية.
وحدها أحزاب الإدارة والمخزن وجمعياته الريعية تتمتع بالتمويل بالمال العام وتتجنبها المحاسبةُ في صرف هذا التمويل.
تدبير كهذا يضع البلد في خانة الدول التي لا تملك أجوبة على مطالب كل هذه الفئات التي تشكل القلب النابض للمجتمع، فتلجأ إلى قمع الحراكات الاجتماعية وسجن الصحافيين وتكميم أفواه المناضلين.
هذا الوضع لا نقوله من باب العدمية والتجني، بل تشهد به التقارير السنوية للمنظمات الأممية التي التزم معها المغرب باحترام تعهداته.
كل المؤشرات التنموية والحقوقية والاجتماعية تشير إلى انهيار كل المقومات التي تقوم عليها أية دولة تحترم نفسها وشعبها.
ما هي الرسالة التي يبعثها المخزن وأجهزته الأمنية للشعب المغربي وأطره السياسية والنقابية والحقوقية والمدنية من خلال هذه المقاربة الأمنية؟
هل هناك خطر من جهة معينة لا نعرفها ؟
حقنا كشعب أن نعرف من يدفع الأجهزة إلى وضع المغرب في حالة استثناء؟
لسنا نشعر بأي خطر، وحده خطر هذا التدبير القمعي الذي يقود البلد إلى الإفلاس وضرب التماسك الاجتماعي وتوتير المجتمع وتفخيخه.
من له المصلحة في دفع البلد إلى هذه الوضعية البئيسة ؟
نحن لا نعلم، لأن إغلاق المجال السياسي وخنق الحريات وغياب الحوار الوطني يجعل المغرب مغربين: مغرب تحكمه أقلية وتحتكر الاقتصاد والمال والسياسة والثروة، مغرب مُغلق لا تتسرب منه معلومات تفيدنا في فهم الأمور ،ومغرب أغلب سكانه أصبحوا يشعرون أنهم لا يعنيهم مغرب الأقلية ولا يثقون في ما يقوله سكانه المستبدون.
هذا ما نعرفه، مغرب الأقلية يستبد بمغرب الشعب ويستعمل في ذلك المؤسسات الأمنية والقضائية من أجل فرض استمراره وديمومته.
هذا التقسيم إرث استعماري لم تستطع تغييرَه الانتخاباتُ منذ الاستقلال وفشلت في إنجاز خطوة ولو صغيرة نحو البناء الديمقراطي والحد من استبداد رجال مغرب الأقلية الذي يشكل تحالفاً طبقياً تمكن من ثروات المغرب جواً وبحراً وبراً.
على القوى الحية للبلاد مسؤولية إنجاز هذه الخطوة الصغيرة نحو الديمقراطية وذلك بمواجهة المخزن بالحزم المطلوب، بجرائمه وضعف نخبه وفسادهم وخطرهم على مستقبل الأجيال القادمة.
وعلامات ربيع حقيقي يلوح في الأفق أبطاله عشرات الآلاف من الشباب الذين استطاعوا فتح الشوارع وفرضَ إرادتهم رغم القمع الشرس لقوات الأمن .
هؤلاء يحتاجون إلى الدعم السياسي والنقابي والحقوقي.
طابت ليلتك ياولدي وسلامي لسليمان والحرية لجميع المعتقلين.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *