رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 256 من الاعتقال التعسفي.
رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 256 من الاعتقال التعسفي.
سلامتك ياولدي من القتل.
من الطبيعي ياولدي أن يدفعك الظلم في بلاد الظلم إلى اليأس.
ومن الطبيعي أن تضع حياتك قرباناً للحرية ولدحر الظلم.
إن الظلم الذي طالك أيها الغالي قد طالنا جميعاً وطال أمَّك أكثر التي غادرها النوم وسكنتها الكوابيس.
وإننا نشعر بألمك ونتألم، واعلم أن النوم يبارحنا وأنت بعيد عنا.
وحين اشتد الظلم وزاد عن حده اخترت طريق الغضب العارم، غضب تقديم حياتك مقابل الكرامة والحرية في بلد الظلم.
اخترت طريق الإضراب المفتوح عن الطعام.
سنقوم بنفس الإضراب إن لم تتراجع عنه.
تراجع ياولدي، فأنت عليل الصحة ومريض ولا تستطيع خوض هذا الانتحار.
نحن ياولدي نعلم منذ زمان أننا لا نعيش في دولة لها التزامات اتجاه الشعب، لأنها تريد من الشعب ان يكون مجرد قطيع .
كيف حالك الآن وأنت في يومك الثاني من الإضراب عن الطعام رفضا للظلم الذي طالك وطال الكثير من أحرار الوطن.
مزيد من الصمود لكن بصحة وبمعنويات عالية.
انت ياولدي ولمدة سنة كنت هدفاً للطحن من طرف عصابات النظام.
وجسمك تعرض لتعذيب نفسي وقهري قبل اعتقالك وزادته ظروف اعتقالك قهراً لروحك كذلك.
استمرار اعتقالك واعتقال سليمان قمة سادية الدولة، ومن أصبح على رأس تدبيرها في غياب مقاومة سياسية ديمقراطية لهذا التغول السلطوي الذي عطل كل الآليات الديمقراطية من برلمان وحكومة وجعل من بلدنا حالةً من حالات جمهوريات الموز التي غادرت هذه الوضعية وانتقلت إلى مسار ديمقراطي.
هؤلاء هم النخبة التي يعتمد عليها النظام السياسي في تدبير شؤون البلد بمقابل تسفيه ومحاربة العمل السياسي الديمقراطي، والتي ظهر فشله في المشاريع المهيكلة لكنها تحولت إلى مشاريع مُهلكة وفاشلة لاقتصاد البلد.
خبراء وتكنوقراط لا خبرة ولا غيرة لهم على الوطن سوى ما يستطيعون كنزه في الجنات الضريبية.
يكفيك ياولدي أنك كشفت بالتحليل العلمي خارطة فساد هذه الغابة من التغول الاقتصادي وسوء نيتها وضعف إخلاصها للوطن وتسلطها على جميع المؤسسات حتى مؤسسة القضاء التي تسخرها للانتقام من المعارضين.
نتفهم قرارك وقرار سليمان ويصعب أن لا نفهم دوافكما لخوض إضراب مفتوح عن الطعام نظراً للظلم الذي طالكما، لكننا نريدكما أكثر قوة من السابق وأن صمودكما كشف المؤامرة وأضعف رواية الأجهزة التي خططت لاعتقالكما.
في يومك الثاني من الجوع أرثيك أيها الغالي وأشد على صمودك ضد غيلان السلطوية المتسلطة على أرزاق ورقاب الشعب.
اتمنى لك ولسليمان قوة مواجهة الظلم بمعنويات قوية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق