رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 266 من الاعتقال التعسفي
رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 266 من الاعتقال التعسفي والعزلة التامة و 12 يوماً من الإضراب عن الطعام والفسحة.
قرأت اليوم ياولدي بلاغاً غريباً لمندوبية السجون التي أنت نزيل في إحدى مؤسساتها وفي عهدتها انت وسليمان، وهي ترد على البرلمانيين الذين وجهوا أسئلة للحكومة حول إضرابكما المفتوح عن الطعام والذين طالبوها بمعالجة هذا المشكل قبل أن تحصل الكارثة.
جاء في هذا البلاغ أنها (المندوبية) لا تتحمل مسؤولية ما يمكن أن يحصل لكما أنت وسليمان جراء هذا الاضراب المفتوح عن الطعام.
هي الآن تتهرب من مسؤولياتها .
دعونا من الإضراب وعواقبه وتعالوا نتكلم عن ما هو من صميم مسؤولية إدارة السجون.
ماذا يمكن لسجين احتياطي ان يحصل له في بدنه وعقله ونفسه وروحه وهو معزول نهائياً في غرفة ضيقة باردة رطبة أكثر من 23 ساعة في اليوم وطيلة مدة الاعتقال:
سليمان: سنة
وعمر: تجاوز 8 أشهر على هذه الحالة، بهواء قليل وعليل وأشعة شمس مكسورة وكثير من العتمة والغضب والترقب والخوف من العنف في مكان الله اعلم به.
ربما الإضراب عن الطعام حرك بعض الزيارات لتكسير صمت العزلة القاتل .
عندما يصاب البدن والعقل والروح والنفس جراء هذا النوع من الاعتقال فلا يبقى للإضراب عن الطعام إلا القليل من الزفرات.
ما حصل قد حصل لأبنائنا وهو من مسؤولية المندوبية، وما قد يحصل لهما هو كذلك من مسؤولية المندوبية.
وفي إحدى فقرات هذا البلاغ راحت المندوبية تتهم البرلمانيين والحقوقيين وخرجت إلى الساحة السياسية لتقارع الأحزاب حول نشاطها والركوب على المعتقلين وتحولت بقدرة قادر إلى حزب سياسي.
ولقد ذكرتْ نواب أحد أحزاب الأغلبية بالإسم وهي تحت سلطة حكومته وكأنها حزب معارض يتناول الكلمة في قبة البرلمان.
نحن، منذ اعتقال إبننا، كنا نتفهم إدارة سجن عكاشة ولم يسبق أن اشتكينا من أية مشكلة عند زيارتنا لهذه المؤسسة.
كنا نُستقبل بكل احترام من الجميع بدون استثناء وحتى عمر لم يسبق له أن اشتكى من سلوك معين أو معاملة سيئة.
ولقد أكد عمر وسليمان أن إضرابهما عن الطعام لم يكن موجهاً ضد إدارة السجن وإنما ضد استمرار اعتقالهما بشكل تعسفي وأن لا معنى لهذا الاعتقال الذي يبدو أنه لن ينتهي أبداً.
لست أفهم مع الأسف خرجة المندوبية واسلوب بلاغها.
طُرحت الأسئلة للحكومة في البرلمان والجواب عليه أن يكون من الحكومة في البرلمان عن طريق وزيرها في العدل.
وعلى فكرة، وجه مصطفى الشناوي سؤالاً كتابياً لرئيس الحكومة حول نفس الموضوع.
هل ننتظر بلاغاً صحافياً آخر؟
لا عليك ياولدي ! إذا اجتمعت ضدك كل الأجهزة وتخلت عنك المندوبية، فأنت الآن في حضن الوطن والعالم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق