رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 273 من الاعتقال التعسفي
رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 273 من الاعتقال التعسفي و 19 يوماً من الإضراب عن الطعام وعن الفسحة وعزلة تامة في أقسى جناح بعكاشة.
كان هذا اليوم كئيباً ونحن نتابع مجريات عرضك في جلسة ثانية أمام هيئه المحكمة.
أعدمت فينا كل أمل في انفراج كنا ننتظره ونادى به المجتمع الحقوقي والسياسي الوطني والدولي، لما ظهرت حقيقة ودوافع استمرار اعتقالك كل هذه المدة.
لاحظنا أن الدولة مصرة على صم آدانها وعلى الاستمرار في هذه المقاربة الأمنية.
ونحن ننتظر انطلاق المحاكمة، فهمنا أنك لن تحضرها. وفعلاً، لقد رفضتْ إدارة السجن إحضارَك إلى المحكمة بدعوى الحجر الصحي الذي أصبح مشجباً للمنع وحجب الحقوق.
وفي لحظة بدَتْ صورتُك على شاشة كبيرة.
كنت حزيناً وشاحباً وغاضباً وجائعاً، وكل أنواع البطش والظلم والجور والانتقام تم تجريبها عليك، حتى اختفت طبيعتك المرحة وغطت عينيك زرقة بفعل الإضراب عن الطعام والمرض.
وبمجرد ما جلست واستويت، رفعتَ يدك طلباً للكلمة، فقلتَ بلغة فصحى وهادئة إنك ترفض محاكمتك عن بعد وتستسمح من هيئة المحكمة ومن هيئة دفاعك، وانسحبت.
كنتَ مؤدباً كالعادة وأنت تتوجه لهيئة المحكمة وهيئة الدفاع بحديثك.
ردت النيابة العامة على موقفك بأن الحجر الصحي فرض هذا الإجراء. اعتبره الدفاع إجراءً خارجاً عن القانون، وإحضار المتهمين إلى المحكمة هو الأسلم قانونياً.
الدفع الذي استجابت له هيئة المحكمة وأجلت الجلسة إلى 18/05/2021. وهو نفسه تاريخ محاكمة زميلك سليمان الريسوني.
كانت هيئة الدفاع يتقدمها النقيبان المناضلان عبد الرحمان بنعمر واحمد الحلماوي وعدد من المحامين بل أصدقاء.
فتحية للأساتذة قنديل والمسعودي وعلي عمار ومصطفى اكرين واعتذر إن نسيت أحد الاساتذة.
نشكرهم على تكبد عناء السفر من بني ملال والرباط.
وعلى الساعة الواحدة جسد رفاقك وقفة تضامنية معك طالبوا لك بالحرية.
ومنهم من أتي من مدن بعيدة عن الدار البيضاء.
لا أحد يستطيع قتل الأمل والعدالة لأنهما غايتا الإنسان في وجودٍ طبيعي يهزم قانون الغاب الذي أصبحنا عليه.
خوفنا عليك زادت حدته وبكت فتيحة حرقة على حالك.
لكنك كنت متماسكاً وثابتاً ومصراً على الدفاع عن براءتك.
روحنا فداك ياولدي وسلامي لسليمان والحرية لجميع المعتقلين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق