جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 254 من الاعتقال التعسفي.

 رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 254 من الاعتقال التعسفي.

سلامتك أيها الغالي من اليأس.
في مكالمتك الأخيرة أخبرتني أنك ستخوض إضراباً مفتوحاً عن الطعام بمعية زميلك سليمان للتنديد باستمرار اعتقالكما تعسفاً، وهو أمر أصابني بالخوف على صحتك العليلة أصلاً، خصوصاً وأنت تحت مراقبة طبية تستدعي تناولك الأدوية بشكل يومي ثلاث مرات، على إثر مرض مزمن ازداد مع ظروف الاعتقال التعسفي.
أنا ياولدي لا أتفق مع هذا الانتحار لما له من تبعات صحية عانى منها معتقلون سابقون في العهدين.
انت وصديقك سليمان قويان بدون هذا القرار الانتحاري، وتحظيان بتضامن وطني ودولي، ولا تحتاجان إلى هذا القرار.
لكنني أفهم وأتصور درجة اليأس عندما يتمكن الظلم من حجب الحياة، يصبح الإقبال على الموت قراراً نضالياً وتحدياً.
يحصل هذا الأمر معكما في تطرف القضاء وانعدام العدالة وتغول السلطوية.
أنا أفهم أنك لا تستطيع أن تترك زميلك سليمان وحيداً في قراره.
إعلم ياولد أن قوتكما لا تكمن في الإضراب عن الطعام، لأن النظام يرغب في أن تموتا وله من التبريرات ما تقنع القطيع وهو مستعد لقتل كل المعارضين بل يدفعهم إلى اليأس والانتحار ليتخلص منهم.
نحن نريدكما قويين ومقاومين للتطرف الأمني الذي نعاهدك على أنه أضعف من الضعف ويهرب إلى القمع لكونه لا يملك أجوبة لمطالب الجماهير.
ياسليمان! أنت في قلب الشعب وأرجوك أن تتحمل هذه السلطوية لأنها فضحت نفسها وسقطت ادعاءاتها تحت قصف صبرك وصمودك، وأنت البريئ بشهادة الوطن بكامله.
لا تمنح التطرف السلطوي والقضائي فرصةَ إضعافك.
أنت قوي في السجن وقوي بعده مهما طال اعتقالك.
تحياتنا إليكما ومزيداً من الصمود، وقريباً لحظة السقوط، سقوط الاستبداد والسلطوية.

******************

من ماماتي فتيحة إلى ولدي الغالي عمر:

ولدي الغالي، صغيري اشتقت اليك كثيراً ولم أعد أعرف كيف يمكنني الصبر وقد وصل غيابك 254 يوماً. لأزيدَ من شهرين وأنت تعاني من إسهال حاد يستنزفك و يستنزفنا نحن أيضاً. كيف لي أن أهنأ ويرتاح بالي و فلذة كبدي تعاني جسدياً مع المرض والسجن والحرمان ونفسياً مع ما عاناه ولازال من التشهير و نعته بالخائن والمغتصب، هو المدافع عن حرية واستقلالية المرأة كيف يمكن أن يصبح غير ذلك المدافعِ والمناصِرِ للمرأة، و بالخائن لوطنه هو الذي يؤمن بأنه من موقعه كصحافي استقصائي سيعرِّي الفساد الذي ينخر البلد وسيدافع عن حقوق المواطنين المهضومة حقوقُهم وسيضع في كل خانة الفاسدَ المسؤولَ عن ذلك و سيتقصى في المشاريع " الوطنية" المفتوحة ويبحث عن الخلل فيها ويشير إليه قبل فوات الأوان. ولكن أصحاب الحال عندنا لا يهمهم كل هذا، هم يطبلون ويهللون لمن يهلل لهم ويزغرد لإنجازاتهم الوهمية، والأدلة عديدة أمامنا تتعرَّى وتتساقط الواحدة تلو الأخرى، فعن ماذا تبحثون إذن، عن أكثر من هذه الأدلة التي تنصف إبني والذي لو كان في دولة تحترم شبابها ومواطنيها لقُدِّمت له الأوسمة والنياشين مقابل ما يقوم به.
للأسف بلدنا لم يعد يستحملنا وبدأ يضيق بنا، هل مطلوب منا مغادرته لترتاحوا من نبشنا وفضحنا لكل ما هو غير سوي فيه، لك الله يا وطني الغالي وفداك أرواحنا ولكن لا نقبل بالفاسدين والمضللين بيننا.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *