رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 287 من الاعتقال التعسفي.
رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 287 من الاعتقال التعسفي.
تحية الحرية ياولدي.
أخذوا زميلك سليمان لمصحة المستشفى بعد أن تدهورت حالته وبقيتَ وحدك في قبو معتم تقضي فيه 24/24 و7/7 بعدما قررت مقاطعة الفسحة التي لم تكن تتجاوز مدتها نصف ساعة.
ستفتقد استراق لحظات من التواصل مع سليمان وسيلفك صمت الجناح 6 الرهيب ، وستستفحل وحدتك وأنت المريض بدنياً والمظلوم ظلماً لا قبل لك بتحمله كل هذه المدة.
لقد حقق الانتقام منك ومنا غرضه وعوقبت بالسجن النافذ لمدة قاربت السنة بدون محاكمة.
ألا يكفي هذا الظلم في بلد له دستور وحكومة منتخبة وبرلمان لا أثر لكل هؤلاء أمام ما يحصل لرفس للقانون وقرينة البراءة ؟
نحن الآن مازلنا مستمرين في اعتصامنا أمام سجن عكاشة لليوم الثاني، نرفع صوتنا من أجل رفع هذا الاعتقال وتمتيعكما بالسراح المؤقت إنقاذا لحياتكما وانتما في وضع صحي مقلق، حذرت من خطورته على حياتكما كل حساسيات المجتمع وطنياً ودولياً.
من رشد وحكمة السياسة في مضمونها النبيل أن يستجيب المسؤولون لمناشدات هؤلاء. إذ لا يمكن أن يكون كل هؤلاء على خطأ ووحدها الجهة المتابِعة هي من معها الحق.
هؤلاء يضعون صورة البلد قبلك وقبل سليمان وعبر سراحكما يتم حفظ صورته أمام المواطنين وأمام العالم.
إن استمرار اعتقالكما بهذه الشروط الظالمة هو إمعان في تمريغ صورة البلد وتسويدها.
أقول لزميلك سليمان إن استمراره في الإضراب عن الطعام بالصورة التي اختارها ستؤدي به إلى الهلاك.
وليعلم أن إسمه أصبح يحلق في سماء الإعلام الحر وأن الأحرار توَّجوه كأحسن كاتب افتتاحيات بمهنية عالية كما توجوك كأشجع صحافي استقصائي.
وستزداد صورتك وصورته سطوعاً حتى ولو سُجنتما أطول من هذه المدة.أناشده ألا يقتل نفسه وصورتَه، وأقول له إننا في حاجة إلى أمثاله.
سنكون غداً أمام السجن استمراراً لاعتصامنا في اليوم الثالث على التوالي نرسل عبره رسالة إلى المسؤولين ليُطلقوا سراحنا ويتركونا نعيش حياتنا بالسلام الذي حُرمنا منه سنة كاملةً.
خبر حزين.
فقد الوطن هذا الأسبوع رجلين مناضلين من زمن الرصاص، رحلا وتركا لنا أحلامَهما في التغيير الذي لم يتحقق كما أرادا وتركوا لنا تجربة ناذرة في نكران الذات وحب الوطن.
رحل المشتري بلعباس وعبدالله زعزاع، لروحيهما السلام.
قلوبنا معكما والحرية لجميع المعتقلين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق