جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 296

 رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 296 من الاعتقال التعسفي والعزلة القاتلة.

تحية الحرية أيها الغالي.
يوماً عن يوم تتأكد براءتك من التهم التي صُنعت لك صنعاً للانتقام منك.
الانتقام واضح بالاحتفاظ بك في السجن لمدة سنة تقريباً وكانك تقضي عقوبة سجنية لم يقض بها قاضٍ، وهذا ما اسميه احتجازاً وضرباً لقرينة البراءة في غياب أدنى دليل مادي سوى مقال تشهيري نشرته شوف تيفي وقرأه الوكيل العام وبنى عليه شبهة التخابر مع جهات أجنبية لها علاقة بجهات استخباراتية.
وهي كما يبدو تهمة ثقيلة، اضطروا فيما بعد إلى تحويلها إلى جنحة.
وبعد أكثر من شهر كان هذا الموضوع هو السائد في الإعلام المخزني العمومي والخاص، وكانت مواقع التشهير تتوعدك باعتقالك بتهمة الاغتصاب كما حدث مع توفيق وسليمان.
وهذا ما حصل بالفعل عندما وصل خبر أن إحدى العاملات مع موقع leDesk وضعت شكاية بك عند الوكيل العام.
وبعدها مباشرة قبل عيد الأضحى بيومين يقرر الوكيل العام اعتقالك وتحويلك على قاضي التحقيق في غياب تام لأي دليل مادي، لا شهادة طبية ولا تلبس ولا هم يحزنون، ويتم الاحتفاظ بك في السجن إلى أجل لا نعلمه.
إنه الوعد بالانتقام الذي وعدوك به بعد اعتقالك نهاية سنة 2019.
لقد أرسلوا لك عدة رسائل أنهم لن يتركوك حراً وسيطحنونك حسب تعبيرهم إن لم تتخلّ عن إنجاز تحقيقاتك التي كنت ملتزماً بها ومن أهمها تحقيقك حول السطو على الأراضي السلالية من طرف مافيا العقارات الفلاحية.
لكن إيمانك بعملك وبحقك في ممارسة صحافة مستقلة تُنجز أبحاثاً بمثابة قاعدة معطيات لمن يريد فعلاً محاربة الفساد والتغول السلطوي/المالي.
فكان السجن والعقاب خارج القانون والدستور.
ولقد نالوا من جسدك عندما وضعوك في شروط اعتقال قاسية:
-- زنزانة انفرادية رطبة وباردة مغلقة دائماً
--عزلة تامة، لا تكلم أحداً ولا أحد يكلمك.
--نصف ساعة من الفسحة التي تقضيها وحدك في مكان ضيق هو عبارة عن زنزانة أخرى، ولا حق لك في لقاء أحد.
لكنهم لم ينالوا من إيمانك بحقك في التعبير الحر ومن صمودك وثباتك.
والآن استبد المرض بجسدك واصبحت تنزف دماً من أمعائك وإسهالاً حاداً يضطرك إلى دخول الحمام أكثر من عشر مرات في اليوم.
حسب الطبيب ،فيجب وبسرعة إخضاعك لعلاج من أعراض مرضle crohn الذي يتطلب عناية مركزة. لكن لا حياة لمن تنادي حيث لم تتخذ إدارة السجن ما تتطلبه حالتك الصحية الخطيرة.
نحن نخاف عليك وعلى سليمان الذي يقترب من الموت المحقق بعد 43 يوماً من الإضراب عن الطعام .
وترفض المحكمة تمتيعه بالسراح المؤقت وهو متابع بتهم سريالية ولا دليل عن ارتكابه لها.
احتجازه انتقام ورغبة في قتله من طرف من تحرش به ومن ضاق ذرعاً من مقالاته العميقة والجادة حول السياسات العمومية في البلد.
ما كان عمر وسليمان يعبران عنه حصل اليوم وبدأ المغرب يفقد اطرافه وتفقد نخبته عقلها وصارت تعزل المغرب عن محيطه الدولي والإقليمي وتُضلل الرأي العام وتقدم له وصفات القوة والاستقلالية المغشوشتين.
نعيش أزمة سياسية عميقة يغيب فيها البرلمان والحكومة وكل المؤسسات الموكول لها تقديم النصح والاستشارة، وتحضر نخبة مغامرة ضعيفة الخبرة وحب الوطن، قادت المغرب إلى السقوط العام دبلوماسياً وحقوقياً وسياسياً وقضائياً واقتصادياً وبيئياً وفنياً ورياضياً.
نحن الآن لا نعرف من يحكم المغرب .
من يحكمنا؟

سيشهد لكما التاريخ أ.نكما من ضحايا هذه البنية السرية وستخرجان قويين وستهزمان هذه المغامرة القمعية.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *