رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 302 من الاعتقال التعسفي.
رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 302 من الاعتقال التعسفي.
مساء الحرية ياولدي.
بقدر ما شعرتُ بارتياح عندما أخبرتَنا بقرار نقلك إلى المستشفى الجامعي ابن رشد، خلال هذا الأسبوع، وأتمنى أن يتم الفحص في ظروف إنسانية تحترم كرامتك وخصوصيتك، بقدر ما حزنت عندما قرأت تدوينة خلود عن زيارتها اليوم لسليمان ووصف وضعه الصحي المقلق والمؤلم.
اشتد حزني وخوفي على صحته وحياته عندما أصر على رفض تعليق إضرابه عن الطعام.
أقول له عبركِ ياخلود إنه وعمر قد انتصرا على خصومهما انتصاراً عظيماً وصارت سيرتهما عبر الوطن والعالم كصحافيين مستقلين قلّ نظيرهما، ومثلهما من يحتاج إليهما البلد في محاربة الفساد وتنوير الرأي العام وتزويده بتحقيقات جادة وشجاعة تُعتبر قاعدة معطيات لمن يريد وضع يده على الأسباب الحقيقية لطبيعة الأزمات التي يعاني منها البلد.
لقد تمكنتما من تعبئة شرفاء الوطن والعالم حول الدوافع الحقيقية للانتقام منكما خارج كل الضوابط القانونية والدستورية ورغم توجيه القضاء والتأثير عليه من طرف جل المؤسسات حتى سقطت تباعاً التهم المفبركة ضد الصحافيين والنشطاء الاجتماعيين وظهرت بشكل جلي رغبة السلطة في تكميم افواههم ودفنهم في السجون.
لم يعد أمام السلطة خيار آخر أمام حملة التضامن الوطني والدولي الذي وصل إلى خوض عدد من احراره إضرابات عن الطعام نصرةً لكما، سوى طي هذه الصفحة وإطلاق سراحكما.
وعليك ياسليمان أن تحتفظ بقوتك وبحياتك لكي تعيش الحقيقة التي ظهرت وهزمت كل روايات المخزن وخدامه وأبواقه الإعلامية التافهة.
عليك ان تُعلق إضرابك قبل فوات الأوان لأننا في حاجة إليك وإلى أفكارك وعملك كما تحتاج إليك اسرتك وولدك الصغير الذي ينتظر أن يكبر في حضنك.
وحالياً يستعد المغرب لتقديم نموذجه التنموي الجديد، الذي عليه أن ينطلق أولاً بتصفية الأجواء المحتقنة بإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين وفتح حوار وطني حول هذا المشروع. ودون ذلك سنعتبره مجرد تنفيس ، مثل المشاريع التي انطلقت بشعارات رنانة وانتهت فاسدة وفاشلة، لأن تنفيذها تم من طرف الفاسدين.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق