جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

الندوة الدولية للأحزاب والمنظمات الماركسية اللينينية*فَلنخض معركتنا في كل العالم من أجل تأمين الوظائف والخبز والحرية!*

 

في الأول من مايو / أيار، فَلنخض معركتنا في كل العالم من أجل تأمين الوظائف والخبز والحرية!

أيها الرفاق العمّال، يستعدّ جميع عمال وكادحي العالم للاحتفال بيوم وحدة الطبقة العاملة العالمية ونضالها وتضامنها في وقت يشهد ظروف تاريخية خاصة. ففي جميع البلدان تقريبًا، كثفت البرجوازية العالمية والامبريالية والدول الرأسمالية والحكومات البرجوازية الاستغلال والقمع الرأسمالي للعمال والكادحين، مستغلين القيود التي فرضها وباء كوفيد -19.

لقد تم فرض العمل بالدوام الجزئي، والإجازة غير مدفوعة الأجر، والخصومات من الأجور، والإجازات المرضية وغيرها من ممارسات العمل العرضي بحكم الواقع، وانتشرت تسريحات العمال بحجة الوباء. خلال العام الماضي، فقد عشرات الملايين من الناس وظائفهم وحُرموا من الدخل العادي معظمهم من النساء اللاتي شعرن بالاستغلال الرأسمالي والقمع المزدوج، حتى العظم، حيث تزايد تزامنا مع الجائحة العنف ضد المرأة وخاصة منه العنف المنزلي الذي بلغ أحيانا حدّ القتل.
وردّا على الآثار الضارة للوباء المتشابك مع الأزمة الرأسمالية، كانت “الإجراءات الاقتصادية” التي أعلنتها الحكومات البرجوازية تحت مسمّى التدابير الاجتماعية، وما تزال أداة لنقل الموارد إلى الاحتكارات الرأسمالية. إذ في الوقت الذي يُدفع فيه العمال والقطاعات المستغلة من الشعب إلى أحضان البطالة والبؤس والجوع، ضاعفت الاحتكارات الرأسمالية أرباحها.

إنّ هجوم الرأسمالية على “الحقوق الديمقراطية” والحريات السياسية لا يقلّ عن الهجوم على الجبهتين الاجتماعية والاقتصادية. إنّ كل محاولة صغيرة من قبل العمال والكادحين، وفقراء الريف والمدينة، والشباب والنساء للمطالبة بحقوقهم تواجَه بالمنع وبشتى أنواع القيود المستمرة إلى اليوم، فالاحتجاجات والمظاهرات الشعبية تواجه بعنف الشرطة وبالاعتقالات. لقد اتخذت الدول والحكومات الرأسمالية، ولا سيّما ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة، عديد الإجراءات لتمكين الشرطة من “صلاحيات استثنائية” وهي تسعى إلى جعلها دائمة. وحتى في البلدان التي يُقال عنها بأنها مهد “الديمقراطية البرجوازية”، فإنّ العنف السياسي آخذ في الازدياد والممارسات الرجعية والفاشية تنتشر على نطاق أوسع ضد الطبقة العاملة والمعارضة الاجتماعية الشعبية.

أيها العمال، أيها الإخوة والأخوات، إنّ الحقائق لا يمكن طمسها إلى الأبد!
لقد أظهر الوباء للعمال وللشعب المضطهد الوجه الحقيقي للإمبريالية الرأسمالية والحكومات البرجوازية وجبهة رأس المال. إنه لا يمكن لفترة طويلة إخفاء الاستغلال الرأسمالي والنهب الإمبريالي وحقيقة أن النظام الرأسمالي هو عدو الإنسانية والبيئة. لا سيما في الظروف الحالية حيث ازدادت البطالة والفقر واستخدام القوة ضد الناس وحيث تعمق الاستقطاب، فلا يمكن لأي ديماغوجية أو دعاية فظة أو سوداء إخفاء هذه الحقيقة. وبالفعل، أصبح المزيد والمزيد من قطاعات العمال والكادحين مدركين لهذه الحقائق، مما جعل المعارضة الاجتماعية تتزايد. إنّ النضال ضد عواقب هذه السياسات، مثل البطالة والفقر، يشتد اليوم في العديد من البلدان، وهو دليل على أنّ الطبقة العاملة والجماهير المستغلة أصبحت ترفض الرأسمالية وسيطرة الاحتكارات. فكلما زاد وعيهم بالواقع الاجتماعي وبقوّتهم، يزداد عدد المطالبين بتغيير نظام الهيمنة الرأسمالية.

وعلى النقيض من الرأسمالية توجد الطبقة العاملة، التي تزداد فقرًا في حين أنها منتجة الثروة. وفي الطرف المقابل يتواصل التراكم الرأسمالي القائم على العبودية المدفوعة الأجر للطبقة العاملة ونهب البلدان التابعة من قبل حفنة من الرأسماليين الاحتكاريين والطفيليين. فوفقًا لتقرير “أوكسفام” لعام 2020، فإنه في عام 2019، تجاوزت ثروة أغنى 2153 شخصًا إجمالي ثروة 4.5 مليار شخص. وكانت ثروة أغنى 1٪ أكثر من ضعف ثروة 6.9 مليار شخص مجتمعين. وزادت ثروة أغنى 10 رجال، بمن فيهم جيف بيزوس، وإيلون موسك، وبرنارد أرنو، وبيل جيتس، ومارك زوكربيرج، بما مجموعه 540 مليار دولار بين مارس وديسمبر 2020. وتأتي الصين، بـ626 ملياردير، بقيادة تشونغ شانشان و Ma Huateng ، في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة من حيث وفرة أصحاب المليارات فيها. كما يشير نفس التقرير إلى أنّ الزيادة الحاصلة في ظرف تسعة أشهر في ثروة العشرة الأوائل خلال فترة الوباء كافية لتطعيم العالم بأسره عدة مرات باللقاح المضاد للفيروس.
وعلى الوجه الآخر للعُملة، نرى اتساع مناطق الجوع في أجزاء مختلفة من العالم، لا سيما في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. إذ يموت، في مختلف أنحاء العالم، ما يقارب 25000 شخص من الجوع كل يوم. وفي عام 2019، ارتفع عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع بمقدار 10 ملايين ووصل إلى 690 مليون شخص. ويموت الأطفال في إفريقيا لأنهم لا يستطيعون شراء مضادات حيوية مقابل دولار واحد، ومع ذلك، فإنّ الأموال التي تنفق في صناعة مستحضرات التجميل العالمية تزيد عن 200 مليار دولار. فبين السنوات 2011-2017، لم ترتفع الأجور الحقيقية بشكل محسوس، بل إنها انخفضت خلال الجائحة، وازدادت المشاكل ومنها صعوبة الوصول إلى اللقاح في المقام الأول.

فلتستعرض الطبقة العاملة قوّتها !
حاولت الطبقة العاملة والكادحون في جميع أنحاء العالم، من كمبوديا إلى الولايات المتحدة، ومن فرنسا إلى الهند، ومن إيطاليا إلى الإكوادور، ومن اليونان إلى تشيلي، ومن تركيا إلى البرازيل، ومن مصر إلى الصين وبوليفيا، الرد على هذه الهمجية الرأسمالية، بالإضرابات والمقاومة حيثما استطاعت التغلب على العقبات التي وضعتها الحكومات البرجوازية والبيروقراطية النقابية. وقد أدى ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية الأساسية، وارتفاع الضرائب، وفقدان الوظائف، وتدنّي الأجور، وزيادة الفقر، فضلا عن تدهور ظروف العمل والمعيشة، وانعدام الأمن المستقبلي في العديد من البلدان، إلى تمهيد الطريق أمام صعود نضالات العمال والجماهير الشعبية. ولقد رُفعت مطالب العمل والخبز والحرية في جميع أنحاء العالم.

إننا نقترب من فاتح مايو 2021 في فترة تزداد فيها حدة التناقضات بين العمل ورأس المال، والامبريالية والشعوب المضطهدة، وبين الامبرياليين أنفسهم، بحيث يزداد احتمال انتقال هذه “الصراعات” من الدبلوماسية إلى التصادم. لذا فإنّ احتفالا كفاحيا بعيد العمال بمشاركة كبيرة من العمال وعموم الكادحين من شأنه أن يبرز قوة الطبقة العاملة ويمنحها ويمنح الشعوب المضطهدة الروح المعنوية لاتخاذ خطوات إضافية باتجاه الانخراط في نضالات أكثر تطوّرا، تتقدم بقضية النضال الطبقي خطوة جديدة إلى الأمام.

إنّ مغزى عيد العمال بالنسبة إلى الطبقة العاملة هو أنه يوم لاختبار قوتها ضد الجبهة الرأسمالية. وهو ما يحتّم على الطبقة العاملة أن تشارك في 1 مايو في شكلها الأكثر تنظيما. وحيثما أمكن، يجب على العمال أن يشكّلوا “لجان عيد العمال”، منتخبة بأوسع مشاركة ممكنة في المصانع وأماكن العمل وجميع الساحات من أجل منع البيروقراطية النقابية من إفراغ عيد العمال من مغزاه الحقيقي. ومن خلال تنظيم الأول من مايو وفقًا لمغزاه، ستجد الطبقة العاملة إلى جانبها، في النضال ضد الرأسمالية، ليس فقط الملايين من الكادحين الذين تمّ إلقاؤهم في أحضان البطالة، ولكن أيضًا الفلاحين الفقراء غير القادرين على الإنتاج، والتجار الصغار الذين يواجهون الدمار، وفقراء الريف والمدينة والشباب والنساء. وبطريقة ما، يمكن أن يلعب الأول من مايو دور الرافعة في نضال الطبقة العاملة والشعوب.

اليوم، يواجه العمال مهمتين بصفة مباشرة. الأولى تتمثل في النضال ضد الاحتكارات الرأسمالية التي لا تعترف بحدود الاستغلال والنهب، وهي اليوم تصعّد من العنف من خلال اتخاذ إجراءات ضد تعبيرات الاستياء وردود الفعل المتزايدة. والثانية تتمثل في تعزيز صفوف الطبقة العاملة من خلال تعزيز وحدتها في مختلف البلدان وعلى الصعيد الدولي، وتطوير تحالفها مع الشعوب المضطهدة. فلمضي قدمًا للاحتفال بالأول من مايو بطريقة تليق برمزيته التاريخية!

ـ عاش الأول من مايو!
ـ عاشت الوحدة الأممية ونضال وتضامن الطبقة العاملة!
ـ فلنطالب بوظائف آمنة وبالخبز والحرية!
ـ عاشت الأممية البروليتارية!

الندوة الدولية للأحزاب والمنظمات الماركسية اللينينية

1 مايو / أيار 2021



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *