جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

حول دكتاتورية البروليتاريا في المفهوم والفهم المغلوط الجزء الرابع والأخير الدريدي الطاهر

 حول دكتاتورية البروليتاريا

في المفهوم والفهم المغلوط
°°°°°°°°°°°
الجزء الرابع والأخير
الدريدي الطاهر
يعود أول استعمال لتعبير "دكتاتورية البروليتاريا" لكارل ماركس من خلال وصفه للمجتمع الاشتراكي المنشود الذي تسعى الطبقة العاملة الواعية والمنظمة لإقامته، والتي عليها بناءه من خلال الصراع الطبقي وعلى أنقاض النظام الرأسمالي. وقد حلل كارل ماركس هذا النظام الرأسمالي وسماه ب"دكتاتورية البرجوازية"؛ ومن هنا يفهم كيف قابل كارل ماركس الدولة البرجوازية الرأسمالية بالدولة العمالية، ودكتاتورية الرأسمالية بدكتاتورية البروليتاريا، في إشارة منه إلى الاشتراكية والشيوعية كأنظمة سياسية وكأنماط إنتاج تسير في اتجاه القضاء على المجتمع الطبقي.
وتجدر الإشارة في البداية، إلى أن ما لا يؤخذ عن كارل ماركس كذلك، سواء من طرف الاشتراكيين أو الرأسماليين، هو تعريفه المرادف لدكتاتورية البروليتاريا المعتمد من طرفه في عدد من كتاباته، والمتمثل في "دولة العمال" أو "ديمقراطية العمال"؛ حيث يركز الإشتراكيون، بنزعة متعالية على "دكتاتورية البروليتاريا" بذل ديمقراطية العمال أو دولة العمال، ويركز الرأسماليون بدورهم على مصطلح "دكتاتورية البروليتاريا"، لكن بنزعة تضليلية لتسفيه المشروع الاشتراكي وتصويره كمشروع قهر للمجتمع.
وقد ازداد هذا المفهوم، في نظري، لبسا وغموضا وتشويها في كثير من الأحيان، عندما عمد الكثير من الاشتراكيين لتبرير ما لا يبرر، أو لابتكار مفاهيم جديدة في دفاعهم عن الاشتراكية، مفاهيم مثيرة للشفقة، من قبيل "الدكتاتورية-الديمقراطية للطبقة العاملة...."....إلخ.
لذلك، وبعيدا عن كل تفكير دغمائي وعن تقديس النصوص والمصطلحات؛ وانتصارا للاشتراكية وقيمها الانسانية التحررية النبيلة، أرى أنه من الواجب تشذيب وتنظيف الاشتراكية والماركسية من المصطلحات التي لا تحمل قيمها التحررية، كمصطلح الدكتاتورية، والتخلص من التعبير دكتاتورية البروليتاريا، المشوه والمسيء للاشتراكية وللشيوعية؛ مع العلم أن هذا الأمر يتطلب وقتا طويلا وسوف يتهافت خلاله الكثيرون، كعادتهم دوما، إلى وصفنا بالتحريفية وما إلى ذلك من الأوصاف الجاهزة.
غرامشي: حول مفهوم هيمنة البروليتاريا
°°°°°°°°°°°°°
سوف ننقل في هذا الجزء الموالي من المقال، بتصرف من طرفنا، مضمون ما جاء في كتاب Pour Gramsci لماريا أنطونيتا مكسيوتشي في فصله السادس "الهيمنة والكتلة التاريخية والدولة" خاصة الجزء المتعلق بهيمنة البروليتاريا ودكتاتورية البروليتاريا؛ حيث بينت مكسيوتشي تأكيد غرامشي على أن مفهوم الهيمنة، يعد الإسهام الأهم للينين في الماركسية. وقد عمل غرامشي في "دفاتر السجن" على استبدال مفهوم "دكتاتورية البروليتاريا" بمفهوم هيمنة البروليتاريا، بعدما سبق له أن استعمل المصطلحين في نفس الوقت.
وتؤكد مكسيوتشي أن مفهوم هيمنة البروليتاريا يعني به غرامشي قدرة البروليتاريا على بناء التحالفات الطبقية وعلى قيادة تلك التحالفات نحو بناء الاشتراكية. كما بينت أيضا استعمال لينين للمفهومين، الهيمنة والدكتاتورية، بشكل متوازي؛ حيث أبرزت أن تأكيد لينين في بعض الأحيان على العنف ضد أعداء الثورة الاشتراكية قد وازاه، وبشكل كبير، تشديده على الدور المهيمن للبروليتاريا خلال كافة مراحل الثورة وقيادتها؛ وهو ما أكده في مقاله "تحية لعمال هنغاريا" مبينا بشكل واضح لا يقبل أي لبس "أن جوهر دكتاتورية البروليتاريا لا يكمن في العنف وحده، ولا في العنف أساسا؛ بل إن جوهرها العميق يكمن في مستوى تنظيم وانضباط الشريحة المتقدمة من العمال، طليعتهم وقائدهم الوحيد: البروليتاريا".
كذلك، توضح مكسيوتشي، أن هيمنة البروليتاريا مفهوم أوسع عند غرامشي من دكتاتورية البروليتاريا (حتى وإن سلمنا جدلا باستعمال هذا المفهوم)؛ فهي لا تعني بالنسبة إليه دكتاتورية البروليتاريا فقط، وإنما تعني كذلك حالات تاريخية تكون فيها البروليتاريا، حتى وإن لم تستطع تغيير البنيات الاقتصادية، مدعوة لكي تلعب دور القيادة في المسلسل الثوري وفرض واقع جديد إنتقالي ما بين وضع سياسي محكوم بقوانين لبرالية، ووضع سياسي آخر منشود يفتح الطريق نحو بناء الإشتراكية.
كما تضيف أيضا، أن لينين عند تطرقه لهيمنة البروليتاريا عمل أساسا على إظهار الجوهر الثوري للمشروع الإشتراكي. فهو لم يتحدث قط عن فرض الهيمنة بشكل ميكانيكي، من خلال القمع والقوة العسكرية أو أية سلطة أخرى للإدارة لا تتماشى مع البنيات الإقتصادية؛ بل عن الهيمنة التي تمارس وفقا لإمكانية ضبط التحولات السياسية والفعل فيها، والعمل على تصدر تحالفات محددة، بما يجعل من الثورة البرجوازية – آنذاك وفي تلك الظروف – مطبوعة بهيمنة البروليتاريا أكثر من هيمنة البرجوازية.
بناء على هذا الطرح اللينيني يركز غرامشي بالتحديد على التمفصل الجدلي، المخالف تماما للتصور الميكانيكي الذي يرسم تطابقا غير واقعي للقاعدة الاقتصادية-الاجتماعية مع المسلسل الثوري وتوجهاته الممكنة. فقد عمل غرامشي على تأكيد تطابق تصوره لهيمنة البروليتاريا مع ما بذله لينين من مجهود نظري لتوضيح ذلك المفهوم، ومع ما دعا له لينين كذلك من ممارسة سياسية، تتفاعل جدليا مع الواقع، أوصلت إلى نجاح ثورة أكتوبر.
لذلك يسطر غرامشي على ضرورة البحث من خلال مفهوم الهيمنة، النظرية والسياسية، على الاسهام النظري الكبير للينين في الفلسفة الماركسية، فلسفة البراكسيس والتغيير الثوري.
ويضيف غرامشي على أن لينين قد عمل على تقدم التفكير الفلسفي بشكل فعلي من خلال تطوير النظرية والممارسة السياسية بشكل متوازي. فالهيمنة السياسية والإديولوجية التي عمل لينين على تكريسها في الواقع كان لها الأثر الكبير على تطوير وعي الجماهير وعلى البحث العلمي وعلى المعرفة بشكل عام. وقد شكلت تلك الهيمنة فعلا معرفيا وفلسفيا في الواقع.
وبناء عليه اعتبر غرامشي أنه "عندما نستطيع العمل على بلورة وعي جديد يعكس تصورا جديدا للعالم، فإننا نعمل في ذات الوقت على تطوير ذلك التصور وإغناءه، بما يعني ذلك من تقدم ونهضة على المستوى الفلسفي".
الجزء الثاني
إن مفهوم الهيمنة عند غرامشي، لا يعد بالمطلق إلغاء لمفهوم دكتاتورية البروليتاريا، فقد استعمل غرامشي المصطلحين أو التعبيرين للدلالة على نفس المضمون؛ كما يعد مفهوم الهيمنة أيضا، تصحيحا من طرف غرامشي وتطويرا خلاقا من جانبه لمفهوم دكتاتورية البروليتاريا انطلاقا من التحليل الماركسي للدولة الذي لا يعتبرها فقط جهازا قسريا، وإنما جهازا للسلطة الطبقية متعدد الوظائف، التربوية والدينية والإدارية والقانونية و.....والقسرية الإكراهية بطبيعة الحال.
ومن جانبه، فقد لمح كارل ماركس إلى الأشكال المتنوعة التي تفرض عبرها الرأسمالية سلطتها، وسجل في كتابه "رأس المال" عزمه على دراسة "كيفية هيمنة المجتمع البرجوازي على الدولة"؛ أما إنجلز فقد أوضح هو أيضا، في مؤلفه "أصل العائلة والملكية الخاصة والدولة" أن لا وجود لدولة محايدة طبقيا، وأنها "سلطة طبقية" تنبثق عن المجتمع، لكن أدوارها ووظائفها يجعلانها تتموقع فوقه، ليغدو المجتمع أكثر تبعية لها واستيلابا تجاهها." وبذلك "تبدو الدولة كممثل للمجتمع بأكمله وكجسم مرأي ومحسوس، أي كمؤسسات (°)"، كما تصبح كذلك "أقوى قوة إيديولوجية على الوجود" و"سلطة عمومية منظمة للإخضاع داخل المجتمع".
بعد هذا التوضيح الذي يزيل اللبس في وجود تناقض أو تعارض ما بين دكتاتورية البروليتاريا وهيمنة البروليتاريا كتطوير ماركسي لذات المفهوم؛ تجدر الإشارة إلى التطوير الغرامشي للتفكير الماركسي خاصة بما تشكله الهيمنة البروليتارية، أي دكتاتورية البروليتاريا، من جديد كثورة في البنية الفوقية وكثورة ثقافية وكإصلاح فكري وقيمي، وليس بتاتا ما قد يتصوره البعض من إكراه أو قمع يجب فرضه داخل المجتمع.
للإشارة كذلك، فقد عمل غرامشي على تطوير وتجاوز ما طرحه لينين بشأن هيمنة البروليتاريا؛ حيث يفهم مما طرحه لينين كون الهيمنة البروليتارية تتأتى تلقائيا نتيجة الظروف السياسية و"الحقل الإديولوجي الجديد الذي يحدث إصلاحا وتطورا على مستوى الوعي والمعرفة"، بينما يؤكد غرامشي على إغناء مفهوم دكتاتورية البروليتاريا ليشمل المجال الأوسع للبنية الفوقية والفلسفة والبراكسيس".
وإضافة إلى ذلك، فإن مفهوم الهيمنة عند غرامشي، الذي يتوافق مع الطرح اللينيني لدكتاتورية البروليتاريا، يتميز عليه في ذات الوقت في نقطة أساسية تتمثل في أولوية القيادة الثقافية والإيديولوجية؛ فقد ركز لينين في كتاباته على الطابع السياسي الخالص للهيمنة، ليس لأنه لا يعير اهتماما للجوانب الأخرى، وإنما لأن القضية الأساسية بالنسبة إليه كانت، مع احتداد الصراع الطبقي في روسيا، هي القضاء عن طريق الثورة والعنف الثوري على جهاز الدولة الرأسمالي.
لذلك يجب فهم تلك الشروط السياسية التي كان يناضل في إطارها لينين لفهم أسباب ذلك التركيز من طرفه، وعدم اهتمامه كثيرا بالهيمنة الإيديولوجية داخل المجتمع المدني؛ هذا فضلا عن أن إطارات المجتمع المدني كانت ضعيفة جدا بروسيا ذلك الوقت؛ بينما نجد العكس عند غرامشي، الذي لا يلغي مهمة الهيمنة السياسية، باعتباره أن الحقل الأساسي للصراع ضد الطبقة الرأسمالية السائدة يكمن في المجتمع المدني (دون إلغاء الصراع على مستوى الحقول الأخرى) ولكون الهيمنة السياسية للرأسمالية وتحكمها في جهاز الدولة، إنما هو امتداد وحصيلة لهيمنتها داخل المجتمع.
(°) تعبير "أي كمؤسسات" توضيح من طرفنا.
الجزء الثالث:
لقد أكد غرامشي وحلل كيف تستمد الطبقية البرجوازية سلطتها أساسا من الهيمنة الإيديولوجية على المجتمع، نموذج الفاشية في إيطاليا التي استطاعت أن تشكل قاعدة جماهيرية ليس من البرجوازية الصغيرة وإنما من العمال، ثم نموذج ألمانيا حيث ساهمت شرائح من الطبقة العاملة في الهزيمة التي تلقاها الإشتراكيون الديمقراطيون والشيوعيون، إضافة إلى نماذج أخرى صعدت فيها أنظمة دكتاتورية فاشية في قلب المجتمع الصناعي، حيث الطبقة العاملة قوية عدديا، وليس في أطرافه.
كما أوضح كذلك كيف أن البرجوازية، خاصة في الدول الأوروبية الغربية، تستمد قوتها ليس فقط من أجهزة الدولة بالأساس، وإنما من هيمنتها الإيديولوجية عبر المجتمع المدني، فتتحول الطبقة العاملة والمستغلون عامة إلى مؤمنين بالإيديولوجيا التي تؤبد وتبرر قهرهم واستغلالهم، وإلى مدافعين شرسين على أوضاع الاستغلال والاستيلاب والتبعية القائمة.
وانطلاقا من هذا التحليل، يستخلص غرامشي بعض المهام الأساسية لحملة فكر التغيير الشيوعي، تتمثل في العمل على بلورة كثلة تاريخية (مفهوم الكتلة التاريخية) بديلة تتمثل وتتبنى مشروعا إيديولوجيا بديلا، حيث يخوض العمال والكادحون إضافة إلى النضال الاقتصادي صراعا قويا ضد الطبقة البرجوازية المسيطرة على الواجهة الإيديولوجية (وهو ما سماه بالصراع الأيديولوجي).
وقد اعتمد غرامشي في طرحه هذا للهيمنة الأيديولوجية وللكتلة التاريخية على قراءة متبصرة للنضالات والتحولات الكبرى التي عرفتها العديد من المجتمعات، ومن ضمنها الثورة الفرنسية وغيرها؛ وكذلك إلى ما سبق لكارل ماركس أن طرحه، حيث أكد على "أن قوة القناعة الشعبية التي يجب العمل على تشكيلها، تعتبر عنصرا محددا لإحداث التغيير المجتمعي" أو ما معناه أن قوة القناعة الشعبية، في إشارة إلى الهيمنة الأيديولوجية، لها من التأثير ما يوازي فعل القوة المادية الملموسة.
الجزء الرابع والأخير
رغم وضوح ما تمت الإشارة إليه أعلاه من أفكار؛ وحتى لا يفهم خطأ أو يؤول البعض بشكل مغرض دعوتنا لتطوير مفهوم "دكتاتورية البروليتاريا" عبر تخليص المفهوم من مصطلح "الدكتاتورية" الذي يسيء إلى مضمونه، والاستعاضة عنه نهائيا في أدبياتنا السياسية وفي الأدبيات النظرية كذلك باصطلاحات أصيلة ومتأصلة في الماركسية تعكس المضمون الصحيح للمفهوم بشكل أوفى وأوضح، من قبيل "هيمنة البروليتاريا" أو "سلطة البروليتاريا"، التي لا نقتبسها سوى من مؤسسي ومطوري هذا الفكر التحرري، ماركس ولينين وغرامشي...؛ فإنه وجب التأكيد على عدد من القضايا الأساسية في المشروع الاشتراكي التحرري، والتي يتصدرها كون التناقض الطبقي ما بين الطبقات الرأسمالية المهيمنة من جهة والبروليتاريا إلى جانب الطبقات الشعبية من جهة أخرى تناقض تناحري، لا يمكن طمسه بالخطابات الديماغوجية؛ كما لا يمكن أيضا وبشكل مطلق أي تعايش أو توليف ما بين مصالح كلا القطبين أو السعي إلى حل التناقض بينهما عبر الأساليب الديمقراطية والديمقراطية فقط، ومن داخل مؤسسات الديمقراطية البرجوازية فقط، كما سارت إلى ذلك بعض الأحزاب الأوروشيوعية، التي لم تتخلى فقط عن دكتاتورية البروليتاريا، وإنما عن مفهوم الديمقراطية الشعبية وعن النضال الفعلي في أفق الإشتراكية والشيوعية بشكل عام، بل سارت تدعو بشكل صريح إلى تلطيف استغلال الطبقات الشعبية عبر وهم إصلاح النظام الرأسمالي من داخل مؤسسات الديمقراطية التمثيلية البرجوازية.
لذلك فإنه من الضروري هذا التأكيد على المسافة الواضحة ما بين المشروع الاشتراكي التحرري المتمثل في إقامة ديمقراطية البروليتاريا وتسييد هيمنتها السياسية والاقتصادية والاديولوجية داخل المجتمع، وما دعت وتدعو إليه التحريفية من خيال ووهم حول إمكانية التحرر السلمي للطبقة العاملة والتحرر المجمعي والشعبي عامة دون القضاء على جهاز الدولة الرأسمالي.
وفي الختام؛ إذا كان من الواجب التذكير بما تعرضت وتتعرض له الشيوعية من حرب متواصلة ومن تحريف لجوهر مشروعها التحرري أدى إلى ما لحق تجربة بناء الاشتراكية من تشويه ودكتاتورية وسلطوية على يد الستالينية، تم إلى ما عرفته من زيغ مقصود على أهدافها من انحرافات كبرى في عهد نيكيتا خروتشوف ومن بيروقراطية، وصولا إلى الانهيار التام لكل البناء الاشتراكي في الاتحاد السوفياتي سابقا والكتلة الشرقية عامة على عهد غورباتشوف؛ فإن من أوجب الواجبات هو إعادة بريق الشيوعية بالنقد البناء لتلك التجارب، وعبر التخلص من كل ما يعيب مفاهيم الشيوعية ويضر مشروعها التحرري الديمقراطي الشعبي والإنساني بامتياز، ومن بينها كلمة "الدكتاتورية" تلك، التي تسربت واستوطنت مفاهيم تحررية في جوهرها فشوهتها.
الرباط في فاتح ماي 2021.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *