رسالة من ماماتي لكل من يهمه الأمر/فتيحة الشاربي أم عمر الراضي
رسالة من ماماتي لكل من يهمه الأمر:
أيها الأصدقاء و الرفاق والأهل والأحباب، لقد أُسقِط في أيدينا، ولم نعد نعرف ماذا اقترفنا وهل أخطأنا في حقِّ شخصٍ ما أو مؤسسة ما، لا نعرف؟؟
لكنَّ ردَّ الفعل هو أقوى بكثير من إعادة التربية والتأهيل. أن يتم احتجاز صحافي لامع وتوَّاق لمغرب نظيف يسَعُ الكلَّ ويفتح أبوابه أمام شباب متعلِّم و متنوِّر وكُفءٍ. نعم يتم احتجاز صحافي همُّه الوحيد أن يُوظِّف كفاءته وتخصُّصه لفضح الفساد والمفسدين، ويُقدم قاعدة معطيات دقيقة حول فساد رجال الدولة، استجابةً لرأس الدولة الذي اشتكى مراراً في خطاباته من فساد رجاله وأعوانه. لكنَّ بنيةً سرية فاسدة استبدَّت بالبلاد والعباد، كان لها رأيٌ آخر، وهو دفنُ هؤلاء في سجون المملكة الشريفة، بتهم تُصنَعُ في مختبرات البوليس السياسي.
لماذا تتم متابعة كل فاضحي الفساد؟؟؟ هذا سؤال يؤرِّقنا فعلاً كمواطنين!؟ لماذا لا نسائل هؤلاء الصحافيين عن مدى صحة معلوماتهم ونحاول تتبُّع المسألة لنكشف عن الفاسدين الذين يتلاعبون بأموال الشعب ويستفيدون من خيرات وطننا ويستهزؤون من مجهوداتنا ومجهودات أبنائنا، هذا ما دفع بفئة عريضة من الشباب والشيوخ و حتى الأطفال إلى الارتماء في أمواج البحر هرباً من القهر والجوع والحگرة. ألا يُسائلكم ما وصلنا إليه من تدهورٍ و على كل الأصعدة.
أعود إلى قضية فاضحي الفساد، بما أن الدولة أصبحت تحمي الفاسدين فمن غير المنطقي أن تسائل هؤلاء الصحافيين عن عملهم؛ستقوم بإسكاتهم بطرقها التي لا يقف أمامها أحدٌ، وما دامت التجربة قد نجحت مع هشام المنصوري وتوفيق بوعشرين وهاجر الريسوني ومعتقلي حراك الريف وكل من أشار إلى الفساد، فلم لا !؟ فالتهم جاهزة وسيناريو التخوين والاغتصاب تحت اليد، فلماذا سنجعل من هؤلاء أبطالاً في الوقت الذي نستطيع فيه وعبرهم إلجام كلِّ من تُسوِّل له نفسه الوقوف أمامنا ، فنحن السلطة.
ماذا يسعُنا أن نقول وما هو الحلُّ لهذه المعضلة، تعالوا لنفكِّر كلنا بصوت مرتفع ولنتحمَّل جزءاً من المسؤولية، ما هو هدفنا جميعاً، أليس هو أن نكون دولة ديمقراطية تَسأَلُ وتُسأل، وتختار عبر منتخَبيها ومنتخِبيها نخبة سياسية تتحمَّلُ مسؤولية نقل المجتمع من دولةالفقر والهشاشة إلى دولة الحماية الاجتماعية ونعتبر ما مضى من السنوات بعد استقلالنا مرحلة تجريبية مرَّت وانتهت ولكن يجب الاستفادة منها، عدم تكرار نفس النموذج وبنفس الأسلوب وإلا اعتبرَنا التاريخ مجرَّدَ خطإٍ وسيذكُرُنا كما نتذكر الوندال في تاريخنا الحديث.
نحن كعائلة نرى أنه لإيجاد حل جذري ومصالحة حقيقية مع كل الشعب المغربي يجب على المسؤولين بدايةً ، الإفراج عن معتقلي حراك الريف لانهم انتفضوا ضد وضعيتهم الاجتماعية وطالبوا برفع الحيف والتهميش عن المنطقة وهذا سيكون جبراً لعائلاتهم وللمنطقة بشكل عام، ثانياً إطلاق سراح الصحفيين والمدونين ومتابعتهم في حالة سراح إن كانت هناك قضية فعلاً، ومتابعة حالة الصحافيين عمر الراضي وسليمان الريسوني الصحية بجدية تحت إشراف طاقم طبي.
مغرب آخر ممكن لو تدرون.
فتيحة الشاربي أم عمر الراضي

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق