جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

عمن يستصغرون ما حصل في فلسطين من مقاومة*عبد الواحد رشيدي*

 لاحظوا معي أن من يستصغرون ما حصل في فلسطين من مقاومة، يتشابهون. إذ يشتركون في نقطتين : الأولى، حديثهم عن حماس بشكل مطلق، وليس عن المقاومة التي اشتركت فيها باقي الفصائل الفلسطينية، كما يفعل بالضبط نتنياهو والإدارة الامريكية. والثانية، حديثهم عن "تمغربيت" والمصلحة الوطنية، كما يفعل الحكام ورجال السلطة في البلد.

طبعا، لا أحد منهم تساءل عن مصير القضية الفلسطينية لو ظل الفلسطينيون صامتين، كما يفعلون هم في بلدهم الذي تحول إلى جحيم بالنسبة للشعب، إلى درجة أن المغاربة يحلمون بالهجرة والفرار منه، فيما الفلسطينيون ثابتون في أرضهم رغم القصف والدمار!
وطبعا، لا تهمهم الآثار السياسية للمقاومة التي جعلت الشعب الفلسطيني يلتحم من جديد بما فيهم عرب 48، حيث طرحت من جديد القضية الفلسطينية برمتها في ما وراء مجرد افراغ منازل من أصحابها لاحتلالها. يحصون القتلى هنا وهناك، كما لو كانوا أهدافا في كرة القدم! وكل ذلك لتسفيه حماس. لماذا؟ لأنها حركة إسلامية، أسقطوا عليها عجزهم التام عن مواجهة من هم أقل منها في بلدهم، لفسادهم وعنجهيتهم وانتهازيتهم وسوء تدبيرهم.
يتحدثون عن الوطن والمصلحة الوطنية والقضية الوطنية، ولا يرون في الاستبداد الذي باع الوطن، والفساد الذي نخر أوصال الوطن، ولا الظلم والهوان الذي لحق أبناء الوطن، إلا أمورا ثانوية يمكن تأجيلها لمصلحة الوطن! كما لو كان الوطن شيئا آخر غير الشعب، صورة ملؤها الفراغ!
إنهم لا يتساءلون، فالأمر محرج، كيف كان ينظر أبطال التحرير في المغرب إلى القضية الفلسطينية، من محمد بن عبد الكريم الخطابي إلى قادة جيش التحرير، الذين قدموا فعلا حياتهم من أجل الوطن، رغم ظروف الاستعمار القاسية، فيما هم يرتعون في ظل الاستقلال، مزايدين على الشعب المقهور "بالوطنية" التي هم مستعدون لبيعها من أجل منصب بئيس، أو فقط من أجل رضى أهل الحال، عبيد القوى الأجنبية!

يزايدون على الشعب بالوطنية! هل رأيتم أرذل من هذا؟
الشعب هو الوطن. تزايد بماذا على ماذا؟
افتحوا النوافذ، لتروا كم من واحد سيقفز منها هروبا من جحيم هذه الوطنية المكذوب عليها.
حتى الأطر العليا من أطباء ومهندسين وجامعيين ورجال الأعمال، صاروا يفرون من جحيم القهر و الفساد والحكرة!
قال لك بصفاقة : نواجه إسبانيا ندا للند!! بماذا يا معتوه ؟ والشعب المعوّل عليه، قد تم قهره بالظلم والفقر والفساد والاعتقالات، حتى صار لا يستطيع حتى التعبير عن غضبه، فيما الفاسدون يعيثون في البلد علانية !
ندا للند؟؟ منذ متى رأيت شباب إسبانيا يتواجهون مع شرطتهم طلبا للهجرة إلى المغرب، "أحسن بلد في العالم"؟؟
ياللصفاقة!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *