" عابرون في كلام عابر "الرفيق بنمزيان ابوعلي
"سنواصل القصف الى ان يتحقق الامن لكم يا مواطنينا .." يقصد الذين يفرون كالفئران الى جحورهم كلما دوت صفارات الانذار ايذانا بقدوم صواريخ من غزة ..لقد نطقها نتانياهو بصوت مبحوح ومجروح وهو يدرك أنه في ورطة وان الزمن لا يعمل لصالحه نظرا للجرائم البشعة التي ترتكبها ٱلة الإبادة الصهيونية ، كما يعي جيدا ان اسرائيل، الذي قال في حقها الشاعر العظيم محمود درويش " عابرون في كلام عابر " لم تعش في حياتها أزمة وجودية كما حدث لها اليوم وأصبحت صورة المحتل الى زوال : قريبة من الحقيقة ..
تريد ان ينعم شعبك بالامن وانت تغتصب ارض فلسطين ، ومتى نعم يوما في التاريخ محتل واحد بالامن الا بعد ان يرحل وينعم صاحب الحق بحقوقه في ارضه ووطنه..
فلسطين جزء من هويتنا وتابعنا تفاصيل وملاحم نضالاتها منذ ان بدأنا ندرك حقيقة أنها بوتقة لكل الصراعات العالمية ، واليوم بات واضحا اكثر ان تغير العالم الى متعدد الاقطاب يجعل اسرائيل في ورطة تاريخية بعد ان بدأت امريكا تترنح من شدة الحرج، فهي تعرف الان أن توقيف القصف هو اعلان لانتصار الشعب الفلسطيني ، بصرف النظر من سيكون الرابح ، نفس ما حدث له في لبنان مع حزب الله سنة 2006 ، واسرائيل تعرف ان القضاء على حماس لن يتم بالقصف ابدا ، لكن تدرك كذلك ان شن حرب برية ودخول غزة بدبابات مكيفة يقودها شباب اللهو والمتعة يعاقر الخمور بشراهة  لنسيان الخوف من الموت ، هؤلاء يعرفون انهم أشبه بمرتزقة سيتواجهون مع رجال شجعان لهم إرادة القتال لانهم اصحاب قضية ..
الان نتانياهو يظهر انه رافض لتوقيف القصف ، لكنه راغب وهو يتمنع لمعرفته المسبقة انه منهزم رغم ما خلفه قصفه من جرائم  ..انه مجرم حرب دقت ساعته.. رغم ان إدارة فيسبوك تتحرش بهذه الاقوال ...
انفجار الوضع في القدس كان متوقعا من طرف الخبراء منذ مدة طويلة ، اي منذ نقل السفارات الى القدس وبسط السيطرة الصهيونية على كامل القدس الشريف..ومن حسنات هذا الانفجار انه سيعيد القضية الفلسطينية إلى الواجهة لشعب يشكل مرجعية في النضال والمقاومة والصمود ولا يحتاج لدروس من احد.
لكن ما يلاحظ في هذا الزخم الإعلامي الذي يتابع تبادل القصف بالصواريخ بين اسرائيل من جهة وحماس والقسام من جهة أخرى يمررون مغالطة إعلامية خطيرة وكان هناك تناسب للقوة بين الطرفين ومن جهة أخرى يقدمون الصراع وكأنه بين حماس واسرائيل، والحقيقة أن جوهر الصراع هو حول الاحتلال واغتصاب الارض والعرض من طرف الكيان الصهيوني ..
ولعل الخطأ الفادح الذي ارتكبه عباس ابو مازن رئيس السلطة الفلسطينية ومعه حركة فتح هو تأجيل الانتخابات بدعوى منع اجراءها في القدس من طرف اسرائيل، لكن القضية لها وجه ٱخر، اصبح مكشوفا، هو خوف حركة فتح من صعود الإسلاميين وخصوصا حركة حماس التي ترجح كل التوقعات باكتساحها في حالة احترام اللعبة ، وما ينساه هؤلاء ، اقصد الحرس القديم لحركة فتح هو ان استخدام منظمة التحرير الفلسطينية كغنيمة حرب وفرضها كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني دون الاحتكام الى الشرعية الشعبية يشكل طعنة في الظهر ابتدأت منذ اوسلو ولم يجن منها الشعب الفلسطيني الا مزيد من الانهيار ..
الشعب الفلسطيني يتعرض  للإبادة ، مرة اخرى، في وضعية الانقسام الفلسطيني الفلسطيني ، وفي ظل تدهور الصف العربي وتراجع حماس الشعوب في مناصرة القضية ..لن يبقى امام هذا الشعب الا ان يبدع ، وهو صاحب ملاحم نضالية واستشهادية، من أجل فرض وجوده  لتحقيق حلم الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، خيار كرسته ما يسمى بالشرعية الدولية كورقة ضغط دائمة في وجه الكيان الصهيوني الغاشم وتوثباته الغازية...
 

 
 
 
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق