رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 310 من الاعتقال التعسفي.
رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 310 من الاعتقال التعسفي.
كل الحساسيات السياسية والحقوقية والمدنية في المغرب تطالب بوضع حد للاعتقال السياسي الذي غلفته جهةٌ لا صفة سياسية لها، بلبوس أخلاقي، لكي يتسنى لها تلويث سيرة وسمعة ورمزية الشباب الفاعل وعزلهم عن المجتمع ووضع متاريس أمام مشاركتهم ومساهمتهم في الشأن العام ومنعهم من أن يشكلوا نخباً يحتاج إليها البلد مستقبلاً، كل هذا الإجماع يدعو إلى التساؤل حول هذه الجهة التي اعتقلت الصحافيين وتضع يدها على القضاء وتمنعه من أن تكون له الكلمة الأولى والأخيرة في قضايا أصبحت واضحة أمامه وأمام المواطنين وأمام العالم.
ونحن نتابع جلسات محاكمة ولدي عمر وسليمان، نلاحظ ارتباكَ مرافعة ممثل النيابة العامة وجنوحه إلى التعميم والتنظير عوض مقاربة الموضوع مسطرياً.
ولقد كان الارتباك في أوْجه عندما قدم ممثل النيابة العامة تقريراً طبيا للحالة الصحية للصحافي سليمان الريسوني وقعه طبيب المؤسسة السجنية جاء فيه أن الحالة الصحية لسليمان جيدة بعد 57 يوماً من الإضراب عن الطعام.
وهو ما أصاب هيأة الدفاع بالذهول والاستغراب.
وبعد مرافعات اضطرممثل النيابة العامة سحب هذا التقرير.
نحن نريد للقضاء ألا يتحمل مرة أخرى وزر المحاكمات الصورية التي شهدها زمن الرصاص وبقي، بعد هيأة الإنصاف والمصالحة، وحده يتحمل أحكام الإعدامات والمؤبدات وقروناً من الأحكام الجائرة، اعترَف بها النظام وعوض ضحاياها.
لا نريد لبلدنا أن يكرر نفس المأساة.
ويبدو أن هذه الجهة تستغل اعتدال المجمع السياسي وسلميتَه وتفتح المغرب في وجه تحالف طبقي ريعي ومفترس لثروات المغرب، وذلك بتكميم أفواه كل من ينتقد هذا التوجه الاستبدادي.
لكن هذه النوايا التي لا تستحضر تضحيات الشعب المغربي من أجل الكرامة والعدالة الاجتماعية والديمقراطية، ستسقط أمام مقاومة الشعب ودفاعه عن حقوقه.
وكل من يعتقد أن نواياه الاستبدادية ستتحقق على أرض الواقع فهو واهم، وإن أصرّ فستكون التكلفة استقرارَ الوطن وتماسكَه.
مازلنا ننتظر من عقلاء البلد أن يستجيبوا لنداءات المجتمع الوطني والدولي وأن يُصلحوا ما أفسدته هذه الجهة المعلومة/ المجهولة.
وكما صنعوا هذه المتابعات بالتدليس واستغلال متهِمين ومطالبين بالحق المدني الباطل، عليهم أن يحرروهم ويحرروا أنفسهم ويحررونا وأبناءنا معهم ، ويادار ما دخلك شر.
___________________________________
ونحن نسترق النظر والسمع لسليمان هذا اليوم شعرنا أن الدفاع يتكلم من قلبه وأن النيابة العامة تتصرف كالروبوت وبدون قلب وحتى إنشاؤها يتميز بالصدامية وعدم الاكترات بوضعية سليمان بدعوى أنه هو الذي اختار أن يموت.





ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق