رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 313 من الاعتقال التعسفي.
رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 313 من الاعتقال التعسفي.
سلامتك ياولدي من استراتيجية الاستنزاف.
ينهج المخزن في مواجهة مطالب الجماهير العمالية والطلابية والتربوية باستراتيجتين بغرض الإنهاك: القمع ثم القمع أو بالتجاهل التام للمطالب مع التضليل والتشهير والتسويف.
لكن الاستراتيجيتين لم تنفعا مع حراك الريف الذي ما زالت المقاربة التي اختارها المخزن تقلقه، ولم يستطع لحد الآن معالجتها بطريقة تحقق للطرفين مخرجاً سليماً، رغم كون مطالب حراك الريف اجتماعية محضة وتكلفة الاستجابة لها بسيطة ،وكانت لو تمت في حينها لاعتبرناها جبراً لضرر المنطقة مما لحقها من إهمال من حيث التنمية ولتحققت مصالحة تاريخية مع هذه المنطقة ولعالجت التروما المزمنة التي عانت وما زالت تعاني منها ومعها وحدة وتماسك الوطن.
ولقد نجحت هتان الاستراتيجيتان مع انتفاضة سيدي إفني سنة 2008، بالدم وتركت جرحاً عميقاً في أبطال ايت باعمران الذين طردوا الاسبان سنة 1969.
ومنذ 65 إلى 2017 تحولت كل الحراكات بفعل القمع والتهميش إلى جمر يستعر تحت الرماد.
كان لهذه الهزات أن تشكل درساً للمخزن بان المقاربات القمعية وإنهاكها لم يحقق للوطن لا استقرار ولا تنمية بل تولد عنه تغول سلطوي ومالي مفترس أعاق كل التحولات الممكنة في اتجاه الانتقال الديمقراطي.
وما زال المخزن يُصر على نفس النهج في حالتك وحالة سليمان في محاولة لاستنزاف موجة التضامن وإنهاكها بعدم الاستجابة لنداءات المجتمع السياسي والحقوقي وحتى المنظمات الحقوقية الدولية والشخصيات السياسية من أجل وضع حد لظاهرة الاعتقال السياسي بشكل نهائي.
لكن صمودكما يعبر عن فشل هذه المقاربة و على من يقف خلف اعتقالكما التعسفي وتعطيل محاكمتكما أن يرفع يده عن القضاء وأن يتركه يجرب استقلاليته في مثل هذه القضايا التي شغلت الوطن والعالم.
وحده قرار سياسي من أعلى سلطة دستورية في البلاد قمين بتصحيح ما ذهبت إليه هذه المقاربة وإنقاذ البلد مما قد لا نريده وإنقاذ عمر وسليمان من الهلاك، وهما بريئان بعلم من يتهمهم وبعلم الجميع وبإجماع.
حالتك وحالة سليمان وحدهما جلبتا على البلد كل اللوم وجعلتا منه دولة غير آمنة في حق الصحافيين المستقلين وغير رحيمة في حق صحافي متميز يتعرض وعائلته للتحرش والتشهير أمام النيابة العامة من طرف إعلام المخزن وهو في إضراب مفتوح عن الطعام ليومه الستين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق