رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 316 من الاعتقال التعسفي.
رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 316 من الاعتقال التعسفي.
سلامتك أيها الغالي من التحرش الأمني.
لستُ أدري ياولدي ما الذي يمكن أن يجعل الأمنَ يُشدد عليك حراسة لصيقة حتى وأنت في قاعة المحكمة. يتم وضعك بين رَجُلي أمن يقطعان عنك نفَسك ويمنعانك حتى من الحركة ولا يحترمان المسافة الاحترازية ونحن تحت رحمة كوفيد.
كما لا أجد تفسيراً لعدد رجال الأمن الذين يملأون القاعة ويقفون أمام الحضور ويمنعون عنهم متابعة المرافعات.
أما عدد المخبرين فلا تسأل أيها الخطير.
ويتساءل الجميع عن دوافع هذه المقاربة الأمنية وهذه الأساليب الغريبة في استهداف المعارضين بتهم لا تليق في حق النخبة الوطنية، في الوقت الذي لا نجد معارضةً عنيفةً ولا من يزعج النظام في شرعيته.
فكل مطالب المجتمع السياسي والحقوقي هي مطالب من أجل الديمقراطية وتطهير البلد من الفساد والمفسدين، وهي نفس مطالب أعلى سلطة في البلاد حسب ما نفهم.
مجتمع سياسي وحقوقي معتدل وناضج ومسؤول ووطني، تُقابله السلطوية بتسويد الحياة السياسية وتلغيمها وإلهاء الشعب بالمتابعات والاعتقالات.
لا حقيقة لهذه التهم الأخلاقية، لا غسيل أموال ولا اغتصاب ولا هتك عرض ولا تهديد لأمن البلد الداخلي والخارجي، والحقيقة هي رغبة سلطوية في الانتقام من الأصوات الحية والحرة.
وهذا الأمر أصبح يعلمه الجميع، وما على المسؤولين إلا إخراج البلد من هذه الردة الحقوقية والعودة إلى جادة الصواب الديمقراطي واحترام حرية التعبير وحقوق الانسان.
نحن نعلم أن ميزان القوة يميل في اتجاه السلطة الحاكمة، لكن هذا لا يشفع لها إفراغ الكفة المعارضة من كل حقوقها في الوجود، لأنه لا دولة مستقرة بدون رأي معارض.
وبفعل هذا الاستهداف يدخل زميلك سليمان يومه 63 من الإضراب المفتوح عن الطعام، وحسب دفاعه فإن وضعه الصحي خطير ويقترب من الموت لا قدر الله.
وفي الجهة الأخرى يسود الصمت إلا من بلاغات إدارة السجون التي تقول أن وضعه الصحي جيد.
وهذه مسؤولية خطيرة لأن هذه البلاغات تعتبر تقارير يتم البناء عليها.
وإذا حصل مكروه لسليمان سيقولون إن إدارة السجون هي التي كانت تمدهم بهذه التقارير التضليلية وسيمسحون كل شيئ في طبيب السجن والإدارة.
أما آن الوقت لرفع هذه المأساة عنا وعن ابنائنا وإنقاذهم من الهلاك؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق