رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 320 من الاعتقال التعسفي.
رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 320 من الاعتقال التعسفي.
تحية الصمود والحياة.
هذه المقاربة الأمنية حقيقة وواقع نسفت كل الانتظارات في مغرب آخر ممكن، مغرب الحريات والبناء الديمقراطي وربط المسؤولية بالمحاسبة.
وهذا الصمت من طرف المجتمع السياسي، إلا من رحم ربك، نأخذه على محمل التزكية والانتظارية.
لقد استغلت السلطوية الحجر الصحي لتمر إلى السرعة النهائية في جعله حجراً حقوقياً وسياسياً واجتماعياً حوَّل البلد إلى حالة استثناء غير معلن دفع الأحزاب إلى تحجيم نشاطها تحت يافطة حماية الوطن، مع احترام من نبه إلى استغلال الحجر من أجل تمرير سياسات لا شعبية وقمع الاحتجاجات الاجتماعية ونصب المحاكمات لكل من عبر عن رأيه.
وبالموازاة مع ذلك استغل التحالف الطبقي المالي/الأمني هذا الحجر للهجوم على حقوق المواطنين وممتلكاتهم وضاعفوا ثرواتهم بقدر ما تضاعف عدد الفقراء والعاطلين.
وأصبح انتقاد هذه الوضعية من طرف الصحافة المستقلة يُواجَه بالتخوين وكأن الوطن هو هذا التحالف الطبقي وباقي المواطنين مجرد عبيد.
الوطن كلنا جميعاً، والدفاع عليه من ناهبي المال العام شرف وتضحية من أجل مستقبل أبنائنا.
تحرير الوطن من هؤلاء اللذين بنهبون ويهربون أموال الشعب إلى الجنات الضريبية ويضعون أيديهم على العدالة ويسخرونها لخدمة افتراسهم وقمع وسجن من ينتقدهم .
هؤلاء هم من يجب أن ننعتهم بخصوم الوطن، وهم من يشوهون صورته أمام العالم والمنظمات الأممية التي تُعنى بملاحظة مدى احترام الدول للالتزاماتها مع المنتظم الدولي.
ما يحصل للصحافي المتميز والنزيه سليمان الريسوني والصحافي الاستقصائي الاقتصادي عمر الراضي اللذين أصابهما الوطن بشقاء حبه وراحا يدافعان عنه ويكشفان عن جرائم نهبه وتغول أمنه وسلطويته هما من يستحقان الحرية والتتويج وليس الانتقام .
قضية الصحافيين المعتقلين تعسفاً وانتقاماً وصلت إلى العالم وكشفت عن ضيق صدر هذه الدولة بالأصوات الحرة وأخذت تدفنهم في السجن..
في غياب ربط المسؤولية بالمحاسبة ستسوء الأمور أكثر.
والمحاسبة لا نعني بها المحاكمة وإنما أن يجيب المسؤول عن أسئلة المواطنين أو المؤسسات المعنية أو الصحافة وأن يدافع عن حصيلته بكل شفافية.
والمحاسبة يمكن أن تكون شعبية في حالة الانتخابات، فيعاقب صاحبها أو يجازى.
أما المحاسبة الجنائية فتكون في حالة خيانة الأمانة والاختلاس والتزوير، وهذا يدخل ضمن مهام القضاء.
وطن بدون حرية التعبير وطن كالسجن وهو سجن في حالتنا.
هذا المغرب الممكن هو الذي نناضل من أجل تحقيقه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق