رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 321 من الاعتقال التعسفي وإلى صديقي سليمان في يومه 68 من الإضراب المفتوح عن الطعام.
رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 321 من الاعتقال التعسفي وإلى صديقي سليمان في يومه 68 من الإضراب المفتوح عن الطعام.
ياسليمان أوما تبقى منك! ستكون غداً أمام هيئة قضائية دأبت على تجاهل وضعك الصحي وتصر على جهوزية محاكمتك وأنت جثة، وترفض تمتيعك بالسراح المؤقت لأكثر من عشر مرات وهي تعرف أنك بريئ، لكن أمرَها ليس بيدها.
فهل سيكون الأمر بيدها غداً؟
من شاهد فيديو الضابطة وهيبة خرشش حول قضيتك سيقف على هول الجرائم التي ارتكبتها الشرطة القضائية، من تزوير في المحاضر والتناقضات الصارخة في أقوال الضحية المزعوم الذي اعتبرته الضابِطة مُجنَّداً لمثل هذه القضايا نظراً لتجربته في الابتزاز.
هل سنراك غداً بشبه حياة وشبه جسم ؟ أم سيكون قد فات الأوان ؟
كيف سيبرر القضاء تجرده واستقلاليته في قضيتك وهو لا يملك دليلاً واحداً على حصولها ويصر على استمرار احتجازك دوساً وعَفْساً على العدالة؟
يسألني عمر عن حالتك ويستغرب من رفض طلب زيارتك له من طرف إدارة السجن لكونك لست من أقربائه.
لو يدركوا لعرفوا أن لكما نفس الظل ونفس الروح ونفس المعاناة.
لو يدركوا لعلموا أنكما تشتركان في الوعي الشقي بحب الوطن وأنكما تضعان حريتكما وحياتكما قرباناً لهذا الوطن لتخلصوه من الرعب والقبح والضغينة والافتراس وتُعريان عورة الحاكمين وشرهم ضد المواطنين.
عمر ولدي منشغل بزميله وهو بدوره يعاني من علله وأعراض مرضه المزمن التي عادت كما كانت واشتدت وزاد عدد مرات المرحاض أكثر من عشر مرات في اليوم.
شاءت المحكمة أن تحاكمكما في نفس اليوم والساعة في قاعتين، وسيؤازركما نخبة من شرفاء الدفاع المناضل وسيحج إلى المحكمة عدد من زملائكما الصحافيين المستقلين الذين لم تطلهم أغلفة التجنيد المخزني والشراء وحتى الكراء.
وسيقف أمام باب المحكمة رفاقكم من كل الحساسيات ومن شابات وشبان ونساء ورجال لم تنل منهم استراتيجة الاستنزاف المخزني عن طريق التسويف وإطالة القضية واستمرار اعتقالكما.
وفي نفس الوقت تنظم لجن التضامن معكما على المستوى الدولي من أمريكا الشمالية وأوروبا وقفات احتجاجية ضد اعتقالكما وضد ظاهرة الاعتقال السياسي.
كما شهدت عدة مدن مغربية ونفذت برنامج الجمعية المغربية لحقوق الإنسان من ندوات ولقاءات مع الأحزاب الديمقراطية ووقفات، جوبهت بالقمع والمنع، وكانت مصحوبة بإضراب رمزي عن الطعام.
كل هذا والجهة التي تحتجزكما لا صوت لها ولا تسمع وكأنها الوحيدة على حق .
لقد تم عزل هذه المقاربة بفعل هذا التضامن الواسع ،ويقتضي الامر أن تنتصر الحكمة والمروءة على المغامرة.
سنراكما غداً ونحن مستعدون لمواجهة هذا البطش وإنهائه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق