رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 324 من الاعتقال التعسفي
رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 324 من الاعتقال التعسفي وإلى صديقي سليمان في يومه 71 من الإضراب المفتوح عن الطعام.
وتستمر ياولدي ماكينة اعتقال منتقدي السياسات العمومية ومتابعتهم بتهم فضفاضة قابلة لإلباسها لكل واحد منا رغم أن هؤلاء يعبرون عن آرائهم في مسؤولي البلاد، وهذا الانتقاد ممارسة طبيعية في دولة يضمن دستورها احترام حرية التعبير.
الدولة تحاكم الغاضبين من سياساتها وتعتبر غضبَهم ينتقص من هيبتها ويُسوِّد صورتَها.
لقد أضاعت الدولة هيبتها بالمقاربة الأمنية ومواجهة غضب الجماهير بالقمع الدموي والتنكيل منذ الاستقلال.
وما 58 و 65 و 81 و 84 و 90 و 2008 و 2011و 2017 إلا أحداثاً صنعت غضب الجماهير ولم تصنع فرحها ورخاءها بالعدالة الاجتماعية التي هي الشرط الوحيد الذي يصنع ويحفظ للدولة هيبتَها.
الدولة الآن على طريق فقدان هيبتها بشكل كامل وتسويد صورتها بصورة لم نكن نتوقعها، خصوصاً بعد جملة " المفهوم الجديد للسلطة" وخطاب تاسع مارس ودستور 2011، والتي اكتشفنا متأخرين أنها كانت فقاعات صعدت إلى الأجواء وانفجرت ثم اختفت نهائياً.
استمرار ظاهرة الاعتقال بسبب الرأي يجعل من الدولة دولةً تنتهك حقوق الإنسان رغم التزامها دستورياً باحترامها.
وجنوحها إلى استعمال تهم الحق العام ضد النشطاء ونخب المجتمع بشكل متواتر، يفضح نواياها ويكشف الدوافع الحقيقية للتحرش بالمعارضين.
عمر وسليمان وهاجر وتوفيق والزفزافي ووووووو ونور الدين وووو واللائحة طويلة وتتمدد.
كفوا عنا وارحمونا واطلقوا سراح الأبرياء والنشطاء ودعونا نعبر عن غضبنا بكل غضب وهذا يخصنا ولا شأن لكم به.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق