جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 327 من الاعتقال التعسفي

 رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 327 من الاعتقال التعسفي وإلى صديقي سليمان في يومه 74 من الإضراب عن الطعام.

أُبلغك سلام طيف واسع من المناضلين اللذين حضروا الذكرى الأربعينية للفقيد الكبير عبدالله زعزاع الذي رفضت السلطوية إحياء ذكراه في قاعة عمومية.
حضر هذا التأبين جيلان : جيل يحمل ندوب سنوات الرصاص ووهم الإنصاف والمصالحة مادام الجلاد نفسَ الجلاد، والعدالة الانتقالية تقتضي تغييراً سياسياً يُفضي إلى الديمقراطية لضمان عدم التكرار.
وجيل يحمل نكسة ورهانات حركة عشرين فبراير ويحاسب جيل سنوات الرصاص.
جيلان يطرحان نفس الأسئلة بكل يأس من التغيير أمام تكرار العهد القديم في العهد الجديد وبشكل بئيس وعلى يد نخبة محدودة الأفق وتختزل التدبير العمومي في القبضة الأمنية على المجتمع السياسي والحقوقي ويضيق صدرها للصحافة المستقلة.
نخبة تستعمل القضاء وكل المؤسسات وتوجهها لإدانة المعارضين والنشطاء مع ضرب صارخ للمحاكمة العادلة.
جيلان يلتقيان في الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان كما لو أن الزمن بينهما قد نسفته هذه المقاربة الأمنية وجرفت كل المساحات المتواضعة للحريات التي تم تحقيقها بالدم وقرون من السجن.
كنا نعتقد أن التاريخ لا يعيد نفسه لأنه عبارة عن خط مستقيم يتجه دائما إلى الأمام، لكن تاريخنا حلزوني يدور ويعود إلى نفس الدورة التاريخية ويكررها بشكل أوسع.
كنا نعتقد أن الرصيد النضالي للقوى الحية والديمقراطية يُسعفها في استثمار تضحياتها ديمقراطياً وفي تحقيق الدولة الوطنية الديمقراطية التي تختفي فيها ظاهرة الاعتقال السياسي.
لقد انعدمت كل الآمال في التغيير المنشود لدى الجيلين وحل محله اليأس وضعفت المقاومة السياسية وتحولت التنظيمات الديمقراطية إلى جزر صغيرة لا يتصل بعضها ببعض وتتعرض كما تعرضت لخطط المخزن في محاولاته لإدماجها وتدجينها إلا من رحم ربك. والقليل منها مازال يمد جسور التواصل من أجل بناء حركة سياسية ديمقراطية تجعل من النضال الديمقراطي عملاً ثورياً بعيداً عن نشيد الإصلاح من الداخل الذي تحول إلى وهم، كوهم المشاركة في الانتخابات المقبلة بدون ضمانات.
لكن جيل أبنائنا من شاباته وشبانه قادرون على الإبداع واستدراك ما فات من حركة عشرين فبراير.
نشطاء الريف وجرادة والصحافيين المستقلين كتوفيق وسليمان وعمر والنشطاء المدنيين كنورالدين ولبداحي وعدد من المدونين يزرعون بذور حراك جديد يقرأون جيداً دروس حراك عشرين فبراير.
الحل عند عقلاء وعاقلات البلد الصامتين، وذلك برفع صوتهم لرفع هذا الاحتقان الذي خنق الجميع. وهو حل سهل ومتاح وليكن الصراع السياسي بالافكار والأخلاق السياسية.
الحرية لجميع المعتقلين.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *