رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 335 من الاعتقال التعسفي
رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 335 من الاعتقال التعسفي وإلى سليمان من الإضراب عن الطعام ل 84 يوماً وإلى نورالدين العواج في يومه 15 من الإضراب عن الطعام.
ياولد ! ما هذا ياولد ؟
كنت نجماً أمام الهيئة وأنت تُحطم كلّ ما فبركتْه الفرقة الوطنية للشرطة القضائية وقرار الإحالة لقاضي التحقيق.
كنتَ اليوم واثقاً من نفسك وتجيب القاضي بكل أريحية وأدب وتمكن علمي ولغة عربية راقية ونلتَ احترامَ وتقديرَ الجميع وخصوصاً دفاعِك المناضل وكل المتضامنين وغير المتضامنين وربما حتى المتآمرين الذين حضروا لأول مرة وأخذوا عن صورة الشاب الذي لا تقهره الفخاخ التي نصبها له من خطط بمكر واستدراج باستعمال بيته لكي يُسقطَك في حبال سبق له أن سقط فيها.
وأنا اتابع أجوبتَك شعرت أن حتى القاضي ربما، أنك نِلتَ اعترافه، بقدرتك على صدِّ كل الفبركات التي صُنِعت لك صُنعاً مشوهاً فأسقطتَها بذكائك ومعرفتك.
وحضور ملاحظين دوليين ومحامين أجانب ومنظمات دولية جعلت من قضيتك قضية تُشغِل العالم وترفع التضامن معك والدفاع عنك إلى مستوى الدفاع عن حرية التعبير وحقوق الإنسان التي تقع تحت مقاربة أمنية مرعبة، تعدم كل الحريات.
كان القضاء اليوم أمام حالة تستدعي الإهتمام وهو ينظر في قضية لم تكن النيابة العامة متوفقة في لائحة الاتهامات التي كانت عبارة عن استنتاجات ولم تستطع تقديم أدلة مادية لا تقبل التأويل.
والصدمة التي عبرتَ عنها في بداية المحاكمة عند سماعك رفض الهيئة كل طلبات الدفاع جملة وتفصيلاً، بما فيها إحضار المطالبة بالحق المدني وشهود النفي والخبرة الطبية وترجمة الشواهد الطبية إلى اللغة العربية.
وهو ما جعلنا نفقد الأمل في المحاكمة العادلة.
لكنك تجاوزت الصدمة وواجهت أسئلة القاضي بكل اطمئنان وهدوء وإقناع.
وفي قضية تهديد الأمن الداخلي والخارجي للبلد، كانت كل الاتهامات مبنية على مقالات مواقع استخباراتية لا علاقة لها بك لا كتابةً ولا حواراً وكأنك مسؤول على ما تنشره هذه المواقع.
حقيقة كنا أمام مسرحية وليست محاكمة بالمعنى المعهود.
هذه المحاكمة هي فرصة حقيقية أمام الهيئة التي اصدرت أحكام قاسية في حق نشطاء الريف وعدد من الصحافيين، أن تجعل منها محاكمة عادلة بالنسبة لجميع الأطراف.
لكن الجميع وقف على حقيقة الدوافع الانتقامية منك بصنع تهم واهية أسقطتها بسرعة.
دمت نظيفاً وبريئاً كما انت دائماً ياولد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق