جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

العلاقات "الإسرائيلية" المغربية

 العلاقات "الإسرائيلية "المغربية

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

العلاقات "الإسرائيلية" المغربية هي العلاقات الثنائية التي تجمع بين "إسرائيلوالمغرب. يوجد علاقات دبلوماسية رسمية بين البلدين، وتحظى "إسرائيل" باعتراف رسمي من المغرب. تقبل المغرب المواطنين "الإسرائيليين "على أراضيها، وأيضًا تقبل "إسرائيل" المواطنين المغاربة على أراضيها.

التقى مسؤولو البلدين عدة مرات أبرزها، عندما زار رئيس الوزراء "الإسرائيلي" شمعون بيريز المغرب في عام 1986 والتقى بالملك الحسن الثاني.وفي عام 1994 فتحت كل من البلدين مكتب اتصال لها في الأخرى.وفي عام 2003 اجتمع وزير الخارجية "الإسرائيلي" سيلفان شالوم بالملك محمد السادس في المغرب. في 10 ديسمبر 2020، اتفقت" إسرائيل" والمغرب على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة برعاية أمريكية.

عهد الملك محمد الخامس

كان المغاربة كما العديد من شعوب الدول العربية في حالة حرب مع "إسرائيل" منذ عام 1948، حيث انخرطت مجموعة من المغاربة في جيش المتطوعين العرب للمشاركة في الحرب العربية "الإسرائيلية" 1948 واستشهد خلالها أكثر من 10 مغاربة في معارك في مدن القدس ويافا وحيفا.

وقعت أحداث شغب وجدة وجرادة في 7 و8 يونيو 1948، والتي هاجم فيها مغاربة مسلمون اليهود والفرنسيين.

عهد الملك الحسن الثاني

في عهد الملك الحسن الثاني، وُصفت العلاقة بين المغرب و"إسرائيل" بالمُثيرة للجدل، وبرز ذلك عندما نفذت المخابرات "الإسرائيلية" (الموساد) عملية ياخين بين نوفمبر 1961 وعام 1964، والتي هجر خلالها بشكل سري أكثر من 97 ألف يهودي مغربي عبر أوروبا إلى "إسرائيل"، وتلقى المغرب تعويضات مالية بلغت الدفعة الأولى منها نصف مليون دولار.

ووفقًا لشلومو جازيت الضابط في الموساد (كان قائدًا لسلاح المدرعات، ولاحقًا رئيسًا للموساد)، أعلم الحسن الثاني عملاء من الموساد والشاباك (عُرفوا بوحدة العصافير) حول الفندق في الدار البيضاء حيث ستعقد فيه قمة جامعة الدول العربية في سبتمبر 1965، وذاك من أجل تسجيل محادثات القادة العرب في الجلسة السرية حيث تناولوا مسألة استعدادهم للحرب مع "إسرائيل".قام بمنحهم طابق كامل في الفندق، وطلب مغادرتهم قبل يوم من بدء القمة العربية.

وفقًا للصحفي الاستقصائي رونين برغمان، كانت هذه المعلومات مفيدة في انتصار "إسرائيل "في حرب 1967. ووفقًا له قدم الموساد بعد ذلك معلومات إلى المخابرات المغربية أدت إلى اعتقال المهدي بن بركة زعيم حركة العالم الثالث والوحدة الأفريقية واغتياله في أكتوبر 1965. اعتقلت" إسرائيل" في عامي 1971 و1972 ثلاثة مغاربة كانوا ضمن قوى الثورة الفلسطينية.

أرسل المغرب في حرب 1973 تجريدة عسكرية تكونت من لواء مشاة إلى الجبهة المصرية، ولواء مدرع إلى الجبهة السورية. وقع خلالها في الأسر 8 مغاربة لدى "إسرائيل." انضم مغاربة إلى قوى الثورة الفلسطينية في لبنان واستشهد بعضهم في المعارك ضد "إسرائيل".

في عام 1975، قررت منظمة المؤتمر الإسلامي تأسيس لجنة القدس وأُسندت رئاستها إلى الملك المغربي الحسن الثاني في عام 1979.ولاحقًا في عام 1998 استحدثت وكالة بيت مال القدس الشريف وتتبع لجنة القدس التي يقع مقرها في المغرب.

في 22 يوليو 1986، استقبل الحسن الثاني رئيس الوزراء "الإسرائيلي" شمعون بيريز في مطار إفران، واجتمع فيه بالعاصمة الرباط. قوبل اجتماعه برد فعل عنيف واحتجاجات من جامعة الدول العربية والمغاربة على حد سواء.ومع ذلك حافظ على علاقته مع بيريز، وفي عام 1999 عبر بيريز عن تعازيه بوفاة الحسن الثاني.وشارك في الجنازة نحو 200 شخصية رسمية "إسرائيلية". في 28 أبريل 2019، نشر حساب" إسرائيل "بالعربية على تويتر، صورة اجتماع الحسن الثاني وبيريز في الرباط عام 1986.

يعترف المغرب بدويلة الصهاينة  ضمنيًا منذ 1 سبتمبر 1994، عندما فتحت إسرائيل"" مكتب اتصال لها في المغرب، وفي عام 1995–96، فتحت المغرب مكتبًا مماثلًا لها في" إسرائيل". كما سمحت لها "إسرائيل" بوجود بعثة دبلوماسية مغربية لدى السلطة الفلسطينية، والتي أنشئت عام 1996 في مدينة غزة، ولاحقًا انتقلت إلى مدينة رام الله.

عهد الملك محمد السادس

بعد وفاة الحسن الثاني، أصدرت "إسرائيل" طابعًا بريدًا حمل صورته تكريمًا له. لاحقًا سافر وزير الإعلام "الإسرائيلي" إلى المغرب وسلم الطابع إلى الملك الجديد محمد السادس.

قدم 25 خبيرًا عسكريًا "إسرائيليًا "مساعدات وبعض الخدمات الفنية لسلاح الجو المغربي في 12 مايو 2000.

في 22 سبتمبر 2000، زار رجال أعمال "إسرائيليين" يمثلون 24 شركة" إسرائيلية" متخصصة في التقنيات الزراعية والإحيائية ووسائل التخصيب النباتي، بدعوة من غرفة التجارة والصناعة والخدمات في الدار البيضاء.كما حضر عشرات من مدراء مؤسسات وجمعيات مغربية دورة تدريبية في مجالات الزراعة والحاسوب والتعاون والمشاريع الصغيرة استمرت شهر في سبتمبر 2000.

في 23 أكتوبر 2000، أعلن المغرب عن إغلاقه مكتب الاتصال في "إسرائيل" والمكتب "الإسرائيلي "في الرباط احتجاجًا على السياسة "الإسرائيلية" في التعامل مع الانتفاضة الفلسطينية الثانية وإعلان الحكومة "الإسرائيلية" وقف عملية السلام.طالب متظاهرون مغاربة الحكومة بفتح باب الجهاد لمساعدة الفلسطينيين. أشارت مصادر مكتب الاتصال "الإسرائيلي" في المغرب، أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ حوالي 50 مليون دولار في عام 1999، كما أن نحو 50 ألف "إسرائيلي" زار المغرب خلال تلك الفترة مقابل 1000 مغربي يهودي زاروا "إسرائيل"

في 1 سبتمبر 2003، وصل إلى الرباط وزير الخارجية الإسرائيلي" سيلفان شالوم (يهودي وُلد في تونس) حاملًا رسالة من رئيس الوزراء "الإسرائيلي" أرئيل شارون إلى الملك محمد السادس. تم استئناف العلاقات الدبلوماسية مع" إسرائيل" بعد اللقاء، من خلال إعادة تنشيط مكاتب الاتصال البلدين.قال نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية المغربي في حينه سعد الدين العثماني«أن الحزب ينظر للزيارة بقلق شديد، خاصة عندما تأتي في ظل هذه المذابح البشعة التي يقوم بها شارون وحكومته ضد الشعب الفلسطيني الأعزل.»

في 4 يوليو 2007، عُقد اجتماع بين وزيرة الخارجية" الإسرائيلية" تسيبي ليفني ووزير الخارجية المغربي محمد بن عيسى في باريس.

في عام 2008، وقعت عملية تبادل أسرى بين "إسرائيل" وحزب الله اللبناني، وأفرجت إسرائيل عن رفات ثلاث مُقاتلين مغاربة كانوا لديها في مقابر الأرقام.

شارك البلدين في مؤتمر وارسو فبراير 2019، كما أعلنت القناة 13" الإسرائيلية" أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلتقى سرًا بوزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة في نيويورك خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتناقشا عن تطبيع العلاقات والملف الإيراني. انتشرت شائعات وشكوك حول محاولة المغرب تطبيع العلاقات مع" إسرائيل"، إلا أن احتجاجات في المغرب أحبطتها.

في يناير 2020، اشترت المغرب ثلاث طائرات دون طيار" إسرائيلية "بقيمة 48 مليون دولار. كما أثارت حادثة شراء المغرب 70 حافلة "إسرائيلية" مستعملة عبر إيطاليا الجدل في المغرب في فبراير 2020.

في 24 أغسطس 2020، قال رئيس الوزراء المغربي سعد الدين العثماني، «إن المغرب يرفض أي تطبيع مع "الكيان الصهيوني" لأن ذلك يعزز موقفه في مواصلة انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني.»كما استنكرت 32 هيئة ومنظمة من الهيئات والمنظمات السياسية والنقابية والحقوقية والشبابية والنسائية المغربية الاتفاق الإماراتي "الإسرائيلي". قامت هيئات ومنظمات بالاحتجاج أمام سفارة الإمارات بالمغرب بسبب التطبيع.

تطبيع العلاقات رسميا

في 12 سبتمبر 2020، أعلن دونالد ترامب أنه يسعى لرحلات جوية مباشرة بين الرباط وتل أبيب.

في 10 ديسمبر 2020، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر سلسلة تغريدات على حسابه الرسمي على تويتر أنَّ المغرب و"إسرائيل" اتفقا على تطبيع العلاقات بينهما بوساطة أمريكية،كما أعلن أنه وقع إعلانًا يعترف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية أسوة بإعتراف المملكة المغربية بالولايات المتحدة عام 1777.

في نفس اليوم، أعلن الديوان الملكي المغربي عن إجراء محادثة هاتفية بين الملك محمد السادس والرئيس الأمريكي دونالد ترامب تباحث بموجبها سبل استئناف الاتصالات الرسمية الثنائية والعلاقات الديبلوماسية والرحلات بين "إسرائيل" والمغرب، كما أعلن الرئيس الأمريكي إصدار مرسوم رئاسي، بما له من قوة قانونية وسياسية ثابتة، بسيادة المملكة المغربية الكاملة على كافة منطقة الصحراء الغربية.

ردود الفعل الدولية

  •  مصر : ثمن رئيس جمهورية مصر العربية الخطوة المغربية مغردا عبر حسابه الرسمي على تويتر «تابعت بإهتمام بالغ التطور المهم بشأن اتفاق المغرب و"إسرائيل" على تطبيع العلاقات بينهما برعاية أمريكية. أثمن هذه الخطوة الهامة بإعتبارها تحقق مزيد من الإستقرار والتعاون الإقليمى في منطقتنا.»
  •  الإمارات العربية المتحدة : رحب ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان مغردا عبر حسابه الرسمي على تويتر «نرحب بإعلان الولايات المتحدة الاعتراف بسيادة المغرب الشقيق على الصحراء المغربية، وبقرار الرباط إستئناف الاتصالات و العلاقات الدبلوماسية مع دولة "إسرائيل".. خطوة سيادية تساهم في تعزيز سعينا المشترك نحو الاستقرار والازدهار والسلام العادل والدائم في المنطقة.»
  • البحرين : وفقا لوكالة الأنباء البحرينية رحب ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة باعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة المملكة المغربية على منطقة الصحراء المغربية وافتتاح قنصلية أمريكية في مدينة الداخلة باعتباره خطوة تاريخية مهمة تعزز من السيادة الترابية والحقوق المغربية في الصحراء المغربية. كما أشاد باقامة الاتصالات الرسمية والعلاقات الدبلوماسية بين المملكة المغربية و"إسرائيل" الامر الذي من شأنه تعزيز فرص تحقيق السلام والاستقرار والازدهار في المنطقة.
  • عمان : أصدرت وزارة الخارجية العمانية بيانا عبر حسابها الرسمي على تويتر رحبت من خلاله السلطنة بما أعلنه ملك المغرب « ترحب سلطنة عُمان بما أعلنه جلالة الملك محمد السادس عاهل المملكة المغربية الشقيقة في اتصالاته الهاتفية بكل من فخامة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وفخامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وتأمل أن يعزز ذلك من مساعي وجهود تحقيق السلام الشامل والعادل والدائم في الشرق الأوسط.»

    الاحتجاجات الشعبية

    بمجرد تأكيد الديوان الملكي المغربي لإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بمغربية الصحراء الغربية المتنازع علبها واستئناف العلاقات الدبلوماسية مع" إسرائيل"، تصدر وسم #مغاربة_ضد_التطبيع مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب، معتبرين أن تأكيد مغربية الصحراء لا يبرر التطبيع مع دولة الاحتلال" الإسرائيلي". بالموازاة أصدرت عدة شبيبات ونقابات وأحزاب سياسية مغربية بيانات تستنكر تطبيع العلاقات بين المملكة المغربية و"إسرائيل" فيما اعتبروها مقايضة للصحراء وخيانة لفلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني من ضمنها مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين؛ الاتحاد الوطني لطلبة المغرب  بينما صرح رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع في المغرب أحمد ويحمان «المغرب سقط أمام الابتزاز بقضية الصحراء، ومن سولت له نفسه التخلي عن فلسطين لا يمكن أن يؤتمن بالمرة على قضية الصحراء الغربية".» مضيفا «الصحراء مغربية، والمغرب في صحرائه، وذلك بفضل التضحيات التي بذلها المغاربة بدمائهم في سبيل تحرير هذه الأقاليم وتنميتها، ولا تحتاج لتزكية من الصهاينة ولا الأمريكان لتأكيد مغربيتها".» كما أصدرت جماعة العدل والإحسان أكبر تنظيم إسلامي بالمغرب بيانا أدانت فيه التطبيع المغربي مع "إسرائيل" فيما اعتبرته فاجعة للشعب المغربي والفلسطيني والأمة الإسلامية وأحرار العالم، ناصا «نرفض مقايضة أي شبر من فلسطين مقابل الاعتراف بسيادتنا على أراضينا». كما أدان التنظيم وعدة هيئات مغربية منع السلطات المغربية المظاهرات الاحتجاجية ضد التطبيع.فيما وقعت أكثر من 36 هيئة ومنظمة وحزب مغربي بيانا مشتركا تحت عنوان فلسطين أمانة والتطبيع خيانة، تدين من خلاله التطبيع المغربي مع "إسرائيل" المتنافى مع موقف الشعب المغربي وهم الشبكة الديمقراطية المغربية للتضامن مع الشعوب؛ حزب النهج الديمقراطي حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي؛ حزب المؤتمر الوطني الاتحادي؛ الحزب الاشتراكي الموحد؛ الشبيبة الطليعية؛ شبيبة النهج الديمقراطي؛ حركة الشبيبة الديمقراطية التقدمية؛ منظمة الشباب الاتحادي؛ الكونفدرالية الديمقراطية للشغل؛ الجامعة الوطنية للتعليم التوجه الديمقراطي؛ الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي التابعة للاتحاد المغربي للشغل؛ العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الانسان؛ الجمعية المغربية لحقوق الإنسان؛ الجمعية المغربية للنساء التقدميات؛ التنسيقية المغاربية لمنظمات حقوق الإنسان؛ منظمة حريات الإعلام والتعبير-حاتم؛ الهيئة المغربية لحقوق الإنسان؛ مرصد العدالة بالمغرب؛ الجمعية المغربية لمحاربة الرشوة؛ جمعية "الحرية الآن"؛ المنتدى المغربي للحقيقة والإنصاف؛ الجمعية المغربية لصحافة التحقيق؛ الائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان؛ اليسار المتعدد؛ جمعية اطاك المغرب؛ الجمعية المغربية لتربية الشبيبة AMEJ؛ جمعية المواهب للتربية الاجتماعية؛ جمعية التنمية للطفولة والشباب ADEJ؛ جمعية شموع للمساواة؛ جمعية البديل الثقافي؛ جمعية اكورا للثقافة والفنون؛ الهيئة الوطنية للدفاع عن المال العام بالمغرب؛ الشبكة المغربية لحماية المال العام؛ تيارالاساتذة الباحثين التقدميين؛ لجنة التضامن مع الشعب الفلسطيني بالبيضاء؛ حملة بي دي آس المغرب؛ الحملة المغربية للمقاطعة الاكاديمية والثقافية ل"اسرائيل"؛ الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب.





    صهاينة أمازيغ يدافعون عن "الحقّ" في استقبال" إسرائيليّين" بالمغرب

    الثلاثاء 10 شتنبر 2013 - 

    دافع صهاينة أمازيغ استقبلوا أخيرا وفدا من الطلبة الباحثين "الإسرائيليين" عن حقهم فيما قاموا به، مبررين ذلك بالصبغة الثقافية للوفد الذي يتشكل من 18 طالبا وأساتذة جامعيين، فيهم أمريكيان وفلسطيني، والباقي يحملون الجنسية "الإسرائيلية"، عقدوا لقاءَات بالرباط، فاس، مرزوكة ثم تنغير.. الناشطون الأربعة المعنيون بهذا الحدث الذي أثار الكثير من الردود، اتصلت بهم هسبريس، وكانت لهم نظرة من زاوية أخرى للموضوع.

    عصيد: المُطبّعون الحقيقيون مع الدولة العبرية لا يذكرهم أحد

    الباحث الأمازيغي أحمد عصيد، وهو أحد الذين تباحثوا مع الوفد "الإسرائيلي"، قال في تصريحات لهسبريس إن هدف هذا الوفد كان هو التعرف على التجربة المغربية في قضية التنوع الثقافي واللغوي، ومشكلة الوفد المذكور أن ضم طلبة وباحثين إسرائيليين مع آخرين أمريكيين وفلسطينيين، وهذا جعل بعض المناضلين من التيار القومي العربي، والتيار الإسلامي التابع لحزب العدالة والتنمية يشنون حملة ضدنا، لكنها لا تعدو أن تكون زوبعة في فنجان بسبب عدم وجاهة الموقف الذي عبروا عنه، كما أن أهدافهم الحقيقية مكشوفة، وهي تصفية الحساب مع الفاعلين الأمازيغيين المعارضين للإسلام السياسي والقومية العربية منذ عقود طويلة”.

    وفيما يتعلق باعتبار الزيارة تطبيعا مع الكيان الصهيوني، رد عصيد بالقول “نحن لا نتفق على معنى التطبيع الذي يريد أن يفرضه علينا هؤلاء الإيديولوجيون، إنهم يريدون أن نعتبر اللقاء مع يهودي من أصل مغربي قادم من بلد من بلدان العالم، أو من "إسرائيل" تطبيعا مع الدولة "الإسرائيلية"، أي مع جيشها ومع سياستها الاستيطانية ومع قتل الفلسطينيين”، مشيرا إلى أن هذا نوع من التحريف والتزوير لا نقبله من هؤلاء، لأننا نلتقي باليهود المغاربة الأمازيغ الذين يعبرون عن تشبثهم بانتمائهم المغربي الأمازيغي، ولا نتفق مطلقا مع السياسات "الإسرائيلية"، ونقف موقفا مبدئيا بجانب الحق الفلسطيني”. والغريب في هذا الأمر، يُكمل عصيد، أن المطبعين الحقيقيين مع "إسرائيل" من المغاربة لا يذكرهم أحد أبدا، ويوجدون في البرلمان المغربي ومجلس المستشارين، وفي الأحزاب السياسية المختلفة، ومن رجال الأعمال والهيئات العليا، والمحيط الملكي أيضا، وحتى من حزب العدالة والتنمية نفسه الذي استقبل أحد أطر الدولة العبرية في مؤتمره”.

    وفيما يتعلق بمن يعتبر هذا الأمر استقواءً بالخارج، أوضح عصيد أن “الاستقواء بالخارج هو العمل على جلب الأموال من العشائر النفطية، مثل السعودية وقطر، من أجل عرقلة الانتقال نحو الديمقراطية بالمغرب، ومحاربة المساواة بين الجنسين، ونشر قيم الظلامية والكراهية باسم الدين، أما نحن فقد استطعنا انتزاع مكتسباتنا بنضال سلمي دام أزيد من 45 سنة لم نعتمد فيه إلا على أنفسنا وإرادتنا، وهزمنا خصومنا السياسيين ولم يكن لنا تمويل لا من الداخل ولا من الخارج”.

    وحول موقف الباحث الأمازيغي من المطالبة بسن قانون يجرّم التطبيع مع" إسرائيل"، أجاب عصيد: “لم نطلع على فحوى هذا المقترح، والطريقة التي صيغ بها، فإذا كان الهدف منه هو تكريس معنى “التطبيع” كما يروج له الإسلاميون والقوميون العرب، فسيكون شبيها بالقانون الذي حاول تمريره حزب الاستقلال سنتي 2008 و 2010 والذي كان يُدعى “مقترح قانون من أجل تعريب المحيط والحياة العامة”، والذي كان يهدف إلى الحكم بعشرة آلاف درهم غرامة “على كل من استعمل لغة أخرى غير العربية”، أي أننا باستعمالنا للغتنا الأمازيغية سيحكم علينا بالغرامة في وطننا وعلى أرضنا”.

    وأردف المتحدث “حاربنا هذا القانون المهزلة إلى أن ألقي به في سلة المهملات، وسيكون مصير هذا القانون نفس الشيء إذا أصر أصحابه على أن يفرضوا من خلاله فكرتهم الإيديولوجية على جميع المغاربة، وأن يحولوا دون أية زيارة ليهود مغاربة إلى وطنهم، ويحدثوا قطيعة بيننا وبين الدياسبورا اليهودية الأمازيغية الموجودة في العالم، فسيكون قانونا مجحفا يجعلنا نحتج عليه ونواجهه.

    “وأما إن كان القانون مصاغا بطريقة تجعل “التطبيع” هو التعامل مع مؤسسات الدولة "الإسرائيلية" أو مسئوليها السياسيين أو العسكريين أو الاقتصاديين، أو اتخاذ موقف موال للسياسة الإسرائيلية في الاستيطان أو قمع الفلسطينيين، وعدم اعتبار التطبيع هو أي لقاء مع مواطن يهودي من أصل مغربي قادم من إسرائيل أو من أي دولة من دول العالم، فهذا شيء لن نعتبره مجحفا ولن نعارضه” يؤكد عصيد.

    وحمل الناشط الأمازيغي الدولة المغربية مسئولية تجهيل الأجيال المعاصرة من المغاربة في موضوع البعد اليهودي في الحضارة المغربية، حيث لا تعرف الأجيال الحالية مدى تجدر المكون اليهودي في الثقافة المغربية عبر العصور، ولهذا يخلط بعضهم بين اليهود و"إسرائيل" بقدر كبير من الجهل والأمية الثقافية”، مشيرا إلى أن “اعتراف الدستور المغربي بالبعد اليهودي لهويتنا الوطنية منطلق للتصحيح عوض سن قوانين تؤدي إلى خلق محاكم التفتيش والمواجهات العدمية بين المغاربة”.

    مريم الدمناتي : لا نساند سياسة"إسرائيل "العسكرية والتوسعية

    ومن جهتها دافعت الناشطة الأمازيغية، مريم دمناتي، عن استقبال ومجالسة هذا الوفد الذي زار المغرب، حيث أكدت لـ”هسبريس” أن الغرض من تلك الزيارة كان سياحيا، فضلا عن التعرف على بعض جوانب القضية الأمازيغية، ولقاؤنا بهم جاء لتعريفهم بتطورات الملف الأمازيغي بالمغرب منذ بداياته إلى ترسيم الأمازيغية”.

    الدمناتي دافعت عن “شرعية ” اللقاء بطلبة يهود وباحثين وجامعيين إذ أفادت بأنه “لا علاقة لنا بدولة"إسرائيل" ولا بمؤسساتها، كما لا نساند سياساتها العسكرية والتوسعية، وموقفنا من القضية الفلسطينية هو موقف القوى الديمقراطية في البلاد، وهو موقف المساندة، وأما التطبيع ــ تستطرد المتحدثة ــ فهو التعامل مع مسئولي الدولة العبرية، وليس مع اليهود المغاربة الأمازيغ الذين لا يمكن أن ننكر انتماءهم لوطنهم المغرب”.

    أما بخصوص ردها على من يعتبر ربط هذه العلاقات “استقواء” بالخارج، قالت الدمناتي “لسنا بحاجة إلى الاستقواء بالخارج ما دمنا قد نجحنا في حل مشاكلنا وطنيا وبشكل سلمي، وسنواصل بنفس النهج عملنا إلى أن تتحقق الديمقراطية الشاملة، وتترسخ في بلدنا مبنية على احترام جميع المكونات”.

    وعن موقفها من المطالبة بسن قانون يجرم التطبيع مع "إسرائيل" تجيب الناشطة ذاتها بأن هذا المطلب “فيه تطرف كبير وعدم اعتبار لموقف الآخرين وعدم احترام لهم، فنحن نختلف في معنى “التطبيع” ولا يحق للإسلاميين أو للقوميين العرب الذين يريدون احتكار القضية الفلسطينية أن يفرضوا رأيهم عبر قوانين..”.

    مشيشي : للملك مستشار يهودي.. فهل نعتبر ذلك تطبيعا؟

    الفاعل الأمازيغي رجب مشيشي، أحد الذين استقبلوا هذا الوفد في تنغير، ورافقه في تحركاته، قال في تصريحات لـ”هسبريس” بأن للزيارة أهداف أكاديمية علمية، وسياحية استكشافية في إطار التواصل وتكريس ثقافة الإيمان بالاختلاف بين الشعوب والحضارات، بالإضافة إلى تجدير قيم التعايش والتسامح، كما جسده أباؤنا وأجدادنا بالمنطقة، ولعل فيلم ‘ تنغير جيروزالم؛ أصداء الملاح” لمخرجه كمال هشكار خير حجة وإجابة”.

    وعمّا إذا كانت هذه الزيارة تدخل في إطار التطبيع مع الكيان الصهيوني، كما يقول معارضون لها، أووضح مشيشي بالقول “التطبيع مفهوم غامض وفضفاض، والإسلامويون يتخذونه ذريعة وآلية لشرعنة مشروعهم القومي الفاشل في التصدي للخطاب الحداثي الديمقراطي والمنفتح على ثقافات وأديان العالم”.

    وتابع المتحدث، جوابا على موقفه من المطالبة بسن قانون ردعي يجرّم التطبيع مع "إسرائيل"، بالتساؤل عن أية شرعية مدنية تطالب هذه الجهات بسن قانون لتجريم التطبيع؟، فقد اختار الملك نفسه مستشارا يهوديا، هو أندري أزولاي، فهل نعتبر ذلك تطبيعا ” يشير النشاط الأمازيغي.

    كجي: أستقبل يهودا مغاربة.. وأرفض وصاية الآخرين

    وعلى غرار من سبقه من الناشطين الأمازيغ، لم ينفِ منير كجّي عقده لقاءَات مع وفد "إسرائيلي" زار المغرب، موضحا “بالطبع استقبلت مجموعة من الباحثين، وهم "إسرائيليون" يهود من أصول مغربية، وأصولهم من آسفي، ومكناس، وفاس، والرباط، وأرفود، ومن بينهم ثلاث باحثين ولدوا في المغرب. والهدف من الزيارة، يضيف كجي، سياحي وثقافي حيث زاروا أصولهم وأصول آبائهم وأجدادهم، كما زاروا مدنا مغربية مثل الرباط، الدار البيضاء، مكناس فاس، تنغير، الراشيدية، مرزوكة، ورزازات، ومراكش.

    وزاد كجي بالقول إنها “ليست هذه أول مرة ألتقي فيها يهودا مغاربة جاؤوا من" إسرائيل"، فالأمر يحدث منذ سنوات، واشتغلت مع باحثين من "إسرائيل" يهتمون بالمسألة الأمازيغية، وليس لدي أي حرج في لقاء أي يهودي، فالأمر طبيعي لأن البعد اليهودي مكون في الهوية المغربية، والدستور الأخير أشار إلى ذلك”، متابعا بأن من يعتبر الأمر تطبيعا فهو يملك نظرة اختزالية للأمور، ولم يتحرر بعد من الأوهام البعثية الإسلاموية.

    وشدد المتحدث على أنه ليس من حق أي فرد، سواء السيد خالد السفياني أو حزب العدالة والتنمية أو العدل والإحسان، أو أي هيئة أخرى، أن يمنع أي فرد في زيارة أية بقعة في العالم، لأن حرية التنقل مضمونة، مبرزا “أن هؤلاء الذين افتعلوا هذا النقاش ليس من حقهم فرض الوصاية على أحد” ، على حد تعبير كجي.

    وبخصوص موقفه من المطالبة بسن قانون تجريم التطبيع، أجاب الناشط بأن هذا “أمر سريالي وخيالي، لأن الإحصائيات الرسمية تفيد أن 35 ألف مغربي زاروا "إسرائيل" في السنة الماضية، ثم المبادلات التجارية بين المغرب و"إسرائيل" كبيرة جدا خاصة في المجال الفلاحي، وبالتالي فالأمر مضحك جدا أن ينادي أحد بتجريم التطبيع مادامت للدولة علاقات مع" إسرائيل"”.

    عن هسبريس بتصرف

    ليست هناك تعليقات:

    إرسال تعليق

    إعلان في أسفل التدوينة

    إتصل بنا

    نموذج الاتصال

    الاسم

    بريد إلكتروني *

    رسالة *