من يفتري على "إسرائيل" ويقول إنها دولة عنصرية فليعرف الحقائق التالية:تجاوزت العنصرية منذ زمن طويل، وانتقلت إلى شيء لم يسمّه أحد بعد الكاتب خالد_جمعة
الكاتب خالد_جمعة
من يفتري على "إسرائيل" ويقول إنها دولة عنصرية فليعرف الحقائق التالية:
أولا: على المستوى الداخلي:
ـ عندما تبرع يهود الفلاشا بدمائهم في أواسط الثمانينات، وقامت الصحة الإسرائيلية بإلقاء الدماء في المجاري، فهذه ليست عنصرية، إنه إجراء طبي بحت، فتوقفوا عن الادعاء.
ـ الموقف من اليهود الشرقيين في تولي وزارات مهمة ليس موقفاً عنصرياً، بل هو موقف يتعلق بذكاء ورقي اليهود الأشكناز، فهذه ليست عنصرية، بل هو توزيع عقول حسبما وزعها الله، فهل من يعترض على توزيع الله؟
ـ الموقف من المواطنين العرب في الدولة هو موقف له علاقة بتخلف العرب، الذين هم فلسطينيون، فالعرب كما تعرفون يكونون جيدين حين يكونون أمواتاً، فكيف يمكن أن يكون الموقف من عربي حي عنصرية؟
ـ موقف "الدولة" من البناء والتراخيص، هو موقف إجرائي، فأي يهودي يمكنه الترخيص لأنه يستوفي الأوراق اللازمة دون دعم من أحد، أما العرب فدائماً أوراقهم ناقصة، فكيف تتهمون دولة تتبع القانون بحذافيره بالعنصرية؟
ـ حين يفتي الحاخامات بأن الدم اليهودي أهم وأنقى من أي دم آخر، فإن هذه فتوى قادمة من التوراة وليست وليدة فكر الحاخامات، فهل تعتبرون ما ورد في التوراة عنصرياً؟ أعوذ بالله من هكذا تفكير.
ـ السكوت على تجار المخدرات الفلسطينيين، والسكوت على الجرائم التي يروح ضحيتها نساء وشبان فلسطينيون ليس عنصرية، إنما هو رغبة من الشرطة الإسرائيلية في أن يصبح العرب الفلسطينيون أكثر عقلانية لذلك لا يتدخلون، هذه ليست عنصرية، إنها بعد نظر لا أكثر، خصوصا حين يتم تدعيم هذه الخطة بالسماح بالأسلحة والتغاضي عن تخزينها.
ـ محاولة فرض اللغة العبرية على المدارس والمؤسسات ليست عنصرية، فكما تعرفون من الأفضل أن تكون هناك لغة واحدة تجمع الكل.
ـ إلغاء أي وجود فلسطيني في التاريخ الذي يتم تدريسه في المناهج الإسرائيلية ليست عنصرية، إنما هي محاولة لجعل التاريخ أكثر قابلية للفهم لا أكثر.
ثانياً: على المستوى الفلسطيني:
ـ الجدار العازل ليس فصلاً عنصرياً، إنه مجرد جدار يوضح الحدود المفترضة بين الفلسطينيين وإسرائيل، ولكن بدلا من وضع خطوط بالقلم، وضعوا جدارا بارتفاع ستة أمتار، هذه ليست عنصرية، هو تحديد مناطقي لا أكثر ولكن مبالغاتكم لا تنتهي.
ـ بناء المستوطنات ليست فكرة عنصرية، فأنتم تعلمون أن التكاثر السكاني يلزمه المزيد من الأراضي والأبنية، وفي نفس الوقت يتم هدم أي بناء فلسطيني لا يروق لهم، هذا لأن التنظيم أعلى من قدرتكم على الاستيعاب، لذلك لم تجدوا حلا إلا اتهام إسرائيل بالإرهاب.
ـ تقسيم السيارات إلى نمرة صفراء ونمرة بيضاء، يعود إلى نقصان اللون الأصفر في الأسواق، وليس إلى العنصرية، فكفوا عن الاتهامات التي لا أساس لها.
ـ الحواجز التي تقام بالمئات، منها الدائمة ومنها المؤقتة، ليست حواجز عنصرية، إنما هي حواجز لتنظيم السير وتنظيم الحركة، لكن الفلسطينيين بما أنهم فوضويون فيعتبرون الحواجز عنصرية!!
ـ تغيير أسماء الشوارع والقرى والمدن والأماكن، من قال إن ذلك يمت إلى العنصرية بصلة؟ إنه مجرد تجديد ومحاولة لتنظيف الجغرافيا من أسماء قديمة لا تضر ولا تنفع، قال عنصرية قال.
ـ شهادات منظمات عالمية مثل هيومان رايتس ووتش، هي شهادات معادية للسامية، فلا تلتفتوا إليها حين تقول إن إسرائيل دولة عنصرية.
ـ ليس من العنصرية في شيء اعتبار دولة "يهودية خالصة"، فمن قال أن اقتصار الدولة على طبيعة دينية واحدة من حيث القانون هو عنصرية؟ أنتم فقط لم تفهموا معنى يهودية الدولة.
ـ حرمان الفلسطيني من العودة إلى بلاده هو وأولاده، وحرمانه من العودة إلى بيته وهو يسكن بعيدا عنه 100 متر، فيما يسكنه مستوطن من أوروبا، هذه ليست عنصرية، خصوصا أن أي يهودي من أي مكان في العالم يكفيه أن يرفع إصبعه ويقول أنا يهودي كي يحصل على الجنسية الإسرائيلية، فمن قال إن منح الجنسية لأي شخص يعتبر عنصرية؟
ـ قرار الأمم المتحدة الذي اعتبر أن الصهيونية حركة مرتبطة بالعنصرية، والذي تم إلغاؤه حسب اتفاق أوسلو، يثبت أن إسرائيل لم تكن يوماً دولة عنصرية.
إسرائيل ليست دولة عنصرية، أنتم فقط تسيئون تفسير تصرفاتها، فتعلموا فقط كيف تحللون مواقفها بعمق، وحينها ستكتشفون أن تعريف العنصرية لا ينطبق مطلقا عليها، وستحتاجون إلى تعريف جديد لما تفعله، لأنها تجاوزت العنصرية منذ زمن طويل، وانتقلت إلى شيء لم يسمّه أحد بعد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق