جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

شاعر هائل رحل عنا*عبد اللطيف اللعبي*

 شاعر هائل رحل عنا

غادرنا الشاعر العراقي السعدي يوسف الى لندن صباح امس الاحد 13 حزيران. اقدم هنا بالترجمة الفرنسية اخر قصيدة كتبها وتركها على فراش الموت. اشكر صديقي الكاتب العراقي جبار ياسين حسين على تزويده بالنسخة الاصلية.
عمل السعدي يوسف يسيطر على الشعر العربي الحديث في القرن العشرين. حياته رواية عريضة تمثل فيها جميع اوجه الوضع الانساني. عثل منفي حارب حتى اخر نفس له القهر الذي تمارسه الانظمة الدكتاتورية على شعوبها. افضل من اي شخص يستحق صفة الرجل الحر.
السعدي كان لي ايضا اخا كبيرا وصديقا ورفيق الدرب. لا تعوض.
قصيدة تركت على السرير
عندما في المساء
الهدوء يحكم في غرفتها
وان يتوقف الضجيج في الممرات
حفيد شهاب (*) يستعيد معاداته:
′′ لا بيت بنيناه يدوم ′′
′′ وتموت الفراشة بعد ان تغادر شرنقتها بقليل ′′
خلال ايام سوف يستريح في الارض
لندن اقرب مني
من بيوت حمدان الطين (**)
معلقة على اغصان النخيل
التي لازالت انظمتها محملة بالتمر الطازج
الشاب السعدي يعبر شوارعها الغبرة
في منتصف الظهيرة
ماذا تريد؟
ايها الاخضر (***) وانت تتمدد؟
الجزائر بحر
ان السماوات لا تحتوي
والبصرة سماء
من اغلق نفسه على الموجة
بعد هذا البعد
مش هتتعزل بالماء
من شط العرب
في اول الليل
امرو القايس زارني
من وراءه.
ريتسوس كانت تقرا ′′ معلقة ′′
′′ دعنا نتوقف ونبكي عند ذكرى الحب......
لماذا البكاء يا صديقي؟
الفجر هو بداية القصيدة
والذكريات جميلة
اجمل من ساعة من المنفى
انا مثلكم
ربما ضال
ولكن لدي ذكريات الطريق
ربما نلتقي
مرتين.
واحدة في القصيدة
الاخر في حفرة النهر
هل وصل الصائب الى الجسر على نهر بويب
ام انه بقي في منتصف الطريق
تصحيح الايات الاخيرة من قصيدة؟
انت كنت منفي يوم واحد في الخليج
وانا يا بدر
كنت منفي كل سنوات عمرك
هل سنلتقي تحت السدر
ام تحت النخيل؟
قريبا سيظهر الفجر
وسترحل روحي بسلام
هل سيسقط العلم الاحمر
ام ستظل يدي تمسك به
في الوقت الذي نرحل فيه
في سماء الفجر؟
يا لوني المفضل
بغداد جات في بالي
احمر في هذا الفجر
مثل الحمامة الخائفة
يحمي صغارها
كفى!
انا تعبت من لون الوسادة والملايات
خلف الستائر
يوم الاحد ينتظر
هيا نذهب...
هيا نذهب الى رعي السماء!
ليلة السبت 12 يونيو 2021
(*) جد السعدي يوسف.
قرية الشاعر (**) بالقرب من البصرة
(***) صبريكية قدم لها الشاعر نفسه اثناء اقامته الطويلة في
الجزائر...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *