رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 33 من الحكم الجائر و لليوم 389 من الاعتقال التعسفي.
رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 33 من الحكم الجائر و لليوم 389 من الاعتقال التعسفي.
الواقع المغربي لا يخفى على أحد والدليل على ذلك هو اعتراف الدولة/السلطة بفشل النموذج التنموي مستندةً على السؤال الإشكالي،" أين الثروة؟".
هذا السؤال يُحيل إلى حقيقة أن الثروة لا يستفيد منها البلد فكيف يستفيد منها الشعب؟
وضع نموذج تنموي جديد يمتد تطبيقه إلى سنة 2035 مع خطاب مكثف حول الإصلاح دليل آخر: إصلاح القضاء، إصلاح الجبايات وباقي القطاعات.
والكلام عن الإصلاح ينبني على واقع فاسد يحتاج إلى الإصلاح.
نفس الدولة/السلطة غيرت خطابها في ظل المقاربة الأمنية السائدة وراحت تروج خطاباً حول قوة المغرب واستقراره واستهدافه من طرف منظمات ودول لا تريد الخير للمغرب.
قول كهذا يجعلنا نعتقد أننا والحالة هذه لم تعد لنا حاجة لذاك النموذج التنموي الذي انتهى الحديث عنه بمجرد كتابته ونشره.
كما يمكن أن نعتقد أننا لم نعد في حاجة إلى إصلاح ما دمنا بخير وفي أحسن أحوالنا والتي جرت علينا غيرة الصديق قبل العدو.
والحقيقة أن "السياسة الحقيقية هي سياسة الحقيقة" كما كان يقول الشهيد المهدي بنبركة كما أن "التضليل هو أشد أنواع القمع" كما كان يقول الشهيد عمر بنجلون.
ومن نافل القول أن نجاح الدولة ونموذجها يظهر على المجتمع من عدالة اجتماعية ومساواة وضمان حرية التعبير وحرية الصحافة وفتح المجال السياسي وتنشيط الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والقضاء على الفساد والاستبداد الإداري.
نحن في حالتنا هذه نعيش عكس ذلك ونُخفي حقيقة واقعنا.
ومن الشجاعة السياسية التي تُشرف وتُكرم صاحبَها قبل أي أحد آخر، أن تصارح الدولة/السلطةالشعبَ بالمشاكل الحقيقية وأن تُشرِكه في التفكير معها عبر الديمقراطية التشاركية لكي يتحمل مسؤوليته ويؤدي واجباته نحو الوطن.
أما غلق المجال السياسي وتكميم الأفواه وتبخيس العمل السياسي وتخوين الفعل الحقوقي لن يحقق الاستقرار والهيبة بل سيزيد من تعميق الأزمة أكثر مما هي مأزومة.
نتمنى أن نستطيع رؤية المغرب القادم، مغرب يجد مكانة محترمة في محيطه الإقليمي والدولي حفاظاً على مصالحه الحيوية بالحكمة والدبلوماسية الناجعة وجلب الخير للمواطنين جميعاً ووضع حد لهذا الاحتباس السياسي والحقوقي.
نريد مغرباً بدون محاكمات سياسية ولا اعتقال سياسي.
استمرار اعتقال الصحافيين ليس فيه أي ربح للدولة/السلطة بل ما خسرته جراء ذلك كان من الممكن تجنبه بالتدبير الحكيم لشؤون البلد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق