رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 35 من الحكم الجائر و لليوم 391 من الاعتقال التعسفي.
رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 35 من الحكم الجائر و لليوم 391 من الاعتقال التعسفي.
لك كل سلام العالم أيها الساحر البطل.
ما هذا ياولد؟ وما مصدر قوتك وإشعاعك، وأنت تحصد تضامن أحرار الوطن والعالم وتحطم سرديات وفبركات المنتقمين.
أنت ياولد تكتب سيرة الأحرار رغم كل ما أُعِدّ لك لإسقاطك في وحل أنت انظف منه، فسقطوا فيه وأصبحوا هم الوحل.
أعدوه لك بمشاركة من كنت تثق فيهم وكان فضلك عليهم لا ينكره جاحد، لكنهم اختاروا العمالة والخيانة فأصبحوا نكرةً ومنبوذين في مجال الصحافة المستقلة والحرة وفقدوا في غياب إسمك عن منابرهم كل المصداقية.
لست وحدك ياولد! هذه آلة جديدة على المغرب الحبيب، كنا نعتقد أن رصيدنا النضالي وتجربتنا السياسية ستحمينا من الأمننة السياسية وأننا حققنا التراكم الذي لن يكون ما بعده إلا دولة وطنية ديمقراطية تخطو خطواتها الأولى نحو الانتقال الديمقراطي، لكن جاء من يمسح كل مساحات التضحيات الجسيمة من أجل وطن لجميع المواطنين، لا وطن لطبقة تمكنت من ثروته ومؤسساته خدمة لمصالحها الطبقية.
ما ذنبك ياولد وأنت بعلمك وخبرتك وتجربتك في صحافة التحقيق رُحتَ تجيب على السؤال الإشكالي " أين الثروة" بكل صراحة وعلمية؟
فجاء الجواب على جوابك تشهيراً وتحريضاً وتخويناً وسجناً ظالماً لست سنواتٍ شاذّاً عن الدستور وعن كل قوانين البلاد رغم نواقصها.
أنت وأمثالك من الأحرار والوطنيين تستحقون الاعتراف بنبوغكم وتجربتكم والتزامكم بخدمة الوطن بتعرية عورات الفاسدين واللاوطنيين ولخونة الوطن والمفترسين لخيراته وثروات الشعب المغربي.
وبهذه السياسة المؤمننة والحامية لطبقة الفاسدين لا نطمئن على مستقبل ابنائنا في العيش الكريم والعدالة الاجتماعية واحترام الحريات التي تُعدُّ اسمنتاً صلباً لتماسك المجتمع وتضامنه.
استثمار رصيدنا التاريخي في النضال من أجل الدولة الوطنية الديمقراطية واستقلال السلط وربط المسؤولية بالمحاسبة هو السبيل إلى الاستقرار الحقيقي.
وأما سياسة النعامة والهروب إلى الأمام وتضليل الرأي العام وتأجيل الحسم في الإصلاح الحقيقي للسياسات العمومية لن يزيد البلد إلا المزيد من ضبابية وعدم الاطمئنان على مستقبلنا.
أنت ورفاقك في حضن المجتمع وحمايته رغم القيد والسجن.
فأنتم أحرار وأبرياء ونجوم تسطع في سماء المغرب الحبيب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق