رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 43 من الحكم الجائر و لليوم 399 من الاعتقال التعسفي.
رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 43 من الحكم الجائر و لليوم 399 من الاعتقال التعسفي.
سلامتك يا ولدي.
سأحدثك اليوم ياولد عن جدتك، والدتي الهاشمية.
والدتي في وضعية مقلقة، بين الموت والحياة .
منذ اعتقالك ، دخلت في حزن عليك ولم تكن تتوقف عن السؤال عنك وعن أحوالك وتدعو لك بفك اعتقالك وتدعي على من ظلمك وهي تغالب دموعها.
وكم كانت تردد لي دائماً " ولدي عمر راجل".
كانت دائماً تتمنى رؤيتك حراً قبل أن يخطفها الموت.
كانت تترقب كل مناسبة دينية أو وطنية وتتمنى أن تكون إحداها مناسبة لنيل حريتك.
وها هي المناسبات تأتي وتمضي وتبقى ياولدي قيد الاعتقال.
تغيرت أمور كثيرة في المنطقة وتغيرت طبائع البشر إلا رائحة التراب والأماكن ورائحة أمي التي تشربتها منذ الصغر وما زالت تشكل عبق الحياة التي عشتها هنا بين النهر وأشجار التين التي تميز المنطقة.
والدتي ياولدي رغم أميتها كانت تحرس على أن نلج المدرسة رغم قصر ذات اليد رغم بعد المدرسة عن مسكننا.
وأذا كان ما نحن عليه الآن فبفضلها وبفضل جهادها وحرصها علينا وعلى نجاحنا المدرسي.
كانت فرحتها لا توصف ونحن نتجاوز السنة تلو الأخرى بنجاح.
هي الآن تتألم وربما لا تدري بوجودنا حولها لكن روحها معنا ومعك كما كانت دائماً.
نتمى أن يمهلها الموت وأن تراك حراً.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق