رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 53 من الحكم الجائر و 409 من الاعتقال التعسفي.
رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 53 من الحكم الجائر و 409 من الاعتقال التعسفي.
تحية الحرية ياولدي.
لقد قُضِي الأمر وأُسدِلَ الستار على مرحلة بنَت شعاراتِها على الإصلاح ومهدت لها مطالب حركة 20 فبراير وخطاب تاسع مارس ودستور 2011 وانتهت بنقض كل ما تعهدت به وتحولت شعارات الإصلاح إلى فشل التجربة برمتها وأصابت صورة الدولة بالردة على جميع المستويات وتراجعت الممارسة السياسية في قيمتها ورهان الشعب عليها، وفقد ما تبقى من ثقته في الدولة ومؤسساتها.
ومن أبرز ما أفرزته هذه التجربة الفاشلة هو تمكينها للمخزن وأذرعه بعودة أكثر قوة وتنظيماً وتناغماً.
كما وفرت له الشروط السياسية لتيسير سيطرته على المجال السياسي بشكل مباشر بعد أن كان يدبرها من خلف الأحزاب.
قُضِي الأمر وها نحن أمام انسجام المخزن مع نفسه بعد تصفية حساباته مع المجتمع السياسي، ولم يعد له عذر التوجس من أحد تنظيماته التي كان يروج عدم الارتياح لها ومقاومتها جهراً وسراً ويتخذها فزاعة على استقرار المغرب.
قُضي الأمر وتسلم المخزن البلد بدون شريك سياسي.
فهنيئاً له على هذا النصر العظيم.
سيجعلنا هذا الوضع نتوجه مباشرة له بعد القضاء على الوساطة الاجتماعية والسياسية والمدنية بالأسئلة التالية:
هل سيفتح المجال السياسي والحقوقي والنقابي والمدني في وجه كل التنظيمات بعد إغلاق دام عقداً من الزمن ويمكنها من حرياتها في ممارسة سياسية سليمة وعادية بمضمون أخلاقي ونزيه، بوضع حد لهذه المقاربة الأمنية السائدة؟
وهل سيضع حداً للريع والفساد وتصبح السياسة الاقتصادية في مصلحة الشعب لكي يستفيد من ثروات الوطن من تعليم جيد ومجاني وصحة لجميع المواطنين.
رأيت على إحدى القنوات أحدهم من الحزب الفائز يرفض نعته بالحزب الليبرالي ويقول إنه يؤمن بالديمقراطية الاجتماعية، فاستغربت حقيقة.
تقتضي الديمقراطية الاجتماعيةُ العدالة الاجتماعية. هل فعلاً ستتحقق العدالة الاجتماعية للمغاربة؟
هي ثورة إدن؟
لا بأس .
وهل سيفسح المجال لحرية التعبير وحرية الصحافة لمصاحبة هذه التجربة الجديدة والمساهمة في تنوير الرأي العام؟
وهل سيتم تطهير الإعلام من أبواق التشهير وحماية خصوصية المواطنين وأخلاقهم وتربيتهم وثقافتهم ؟
وهل سيفتح الحوار الاجتماعي والسياسي الذي أُغلِق طيلة عقد من الزمن ؟
وهل سيدشن هذه المرحلة بإجراء انفتاح سياسي وحقوقي لطالما شكل حاجة مجتمعية تبعث على الاطمئنان والأمل في المستقبل؟
وهل ستمكن هذه المرحلةُ القضاءَ من أن يملك أمره ويضمن العدالة والمساواة لجميع المواطنين؟
سننتظر، ونتمنى ألا يطول انتظارنا.
لقد مرت علينا هذه المرحلة الكئيبة ونكلت بنا وبأبنائنا وحان الوقت لإنصافنا .

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق