تبريحة مسائية ...محمد بولعيش
تبريحة مسائية ..
مساء الأمل رفاقي أصدقائي ، تعودت أن أبحث بين أحضانكم عن بعض السلوى والدفء كلما أحسست ببعض الضيق . سأحدثكم عن تطور تجربتي الصحية كما حدثتكم عن كل تجاربي السابقة منذ الطفولة مرورا بتجربتي الجامعية والسجنية والثقافية والنقابية والسياسية والحزبية وصولا إلى تجربتي مع الأمراض .. فقد عرف وضعي الصحي مؤخرا بعض الانتكاس وأخضع حاليا للعلاج بالأدوية ثم سأقوم بالتحاليل في نهايته لمعرفة إن كنت سأخضع لحصص من الشيميو مجددا أم لا ، أطمئنكم ألا علاقة للكوفيد اللعين بالموضوع فهو بريئ من دمي لكن ليس كبراءة بنكيران من دم الشهيد عمر بنجلون ولا براءة حامي الدين من دم الشهيد آيت الجيد .
ما بي خوف من الموت ولا استسلام أمام المرض ، فإني أعلم يقينا أن عزرائيل لي بالمرصاد وأنه لا بد هازمي ذات يوم . إني أقاوم الخوف واليأس بقوة الأمل في غد أفضل قد لا أراه ولكنه حتما قادم ، وأقاوم العجز بالإصرار على مقاومة "المنكر" ولو باللسان الناقد وإن كان حادا أحيانا ، وبالكلمة التي قد تنفذ ما لم تنفذ الإبر كم قال الأخطل وإن كانت قاسية أحيانا .
سأبقى وفيا للمبادئ التي اقتنعت بها منذ يفاعة سني ، وسأظل متشبتا بالقيم التي عايشتها منذ الأبد إلى أن يهزمني عزرائيل الذي سأجعل مهمته شاقة بالتأكيد .
جنديا في جيش اليسار الحق كنت وسأظل ، فجنود اليسار الحق يموتون واقفين . محبتي أصدقائي ورفاقي .
بولعيش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق