جبيهة رحال الشهيد الثائر الذي بلور التيار الثوري لـ"منظمة 23 مارس" من داخل السجن ،الرفيق عبد الغني القباج
جبيهة رحال
الشهيد الثائر الذي بلور التيار الثوري لـ"منظمة 23 مارس" من داخل السجن ،
(لا زالت صدمة استشهاد الرفيق جبيهة رحال ...حين تلقيت خبر استشهاده ...
قبل استشهاده بأسبوع، كنت تمكنت من زيارة الرفيق أحمد راكز في الطابق الخامس بمستشفى ابن سينا "السانكيام" ..
كنت و الرفيق أحمد في الكلوار .. كان يوم الأحد 7 أكتوبر 1979 ..
وكان الرفاق الآخرون في الغرفة.. ضمنهم جبيهة رحال... ).
**********
واليوم، لا زالت الدولة لم تعترف بالملموس بشهداء الشعب المغربي الذين قدموا أرواحهم من أجل تحرر الشعب المغربي من الاستبداد والاستغلال، رغم توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة التي انطفأت فوق رفوف أرشيفات الدولة.
ودون تحقيق تحرر الشعب المغربي، ودون تحقيق ثورة سياسية وثقافية تؤسس لمجتمع الحرية والديمقراطية والاشتراكية، ستستمر روح شهداء الشعب الثوريين، شهداء القيم الإنسانية التحررية، تحرض مناضلي ومناضلات الشعب ضد السياسة والإيديولوجية السائدة، ضد نظام المخزن والليبرالية الهجينة والتبعية، ومن أجل تتحرر المواطن والمواطنة من الاستغلال والاستلاب... وتحقيق صيرورة بناء المجتمع اللا طبقي.
هذا المشروع التحرري الشامل للإنسان المغربي هو الذي ناضل من أجله جبيهة رحال، المناضل البروليتاري الماركسي، شـهـيـد البروليتاريا والشعب المغربي.
جبيهة رحال الذي تحدى النظام السياسي وشكل بنضاله السياسي الثوري وبنضاله النقابي الطبقي نموذج البروليتاري المثقف في معمل "كارنو" بالبيضاء، البروليتاري المنصهر في صراع الطبقة العاملة لتحررها من الاستغلال الطبقي من الاستلاب.
1948 سنة ولادة الرفيق جبيهة رحال بقلعة السراغنة ناحية مراكش. انتقل إلى مدينة الدارالبيضاء
واختار التكوين في شعبة الميكانيك بثانوية جابر بن حيان. تم اعتقال الرفيق جبيهة رحال لمدة 15 يوما على إثر انتفاضة 23 مارس. وتعرض لاعتقال ثاني سنة 1968، بعد إضراب تلاميذ ثانوية جابر بن حيان.
تخرجه بدبلوم تقني ميكانيك، واختار العمل عاملا (مركب آلات) في مصنع"كارنو" (صنع المعلبات) بالدار البيضاء سنة 1970.
التحق جبيهة رحال سنة 1972 بمنظمة "23 مارس"، وبالنظر لكفاءته التنظيمية والنضالية تحمل عدة مسئوليات في التنظيم. كان ارتباطه بالطبقة العاملة عضويا ونضاله قويا للدفاع عن مصالحها، حائزا بذلك على ثقة رفاقه العمال.
في بداية نوفمبر 1974، ومع نهوض نضالي متميز للحركة الماركسية اللينينية، في مرحلة الاستبداد السياسي المطلق، شن النظام السياسي المخزني التبعي حملة اختطافات واعتقالات كبيرة، شملت قيادات ومناضلي الحركة الماركسية اللينينية المغربية. وكان من ضمنهم الرفيق جبيهة رحال. تم الزج بالمختطفين في معتـقـل التعذيب السري "درب م الشريف" لمدة أكثر من سنة. وتمت محاكمته ورفاقه ورفيقاته من تنظيمات "23 مارس" و"إلى الأمام" و"لنخدم الشعب". صدرت أحكام قاسية في حق الرفاق والرفيقات، تراوحت بين 5 سنوات والمؤبد. حـُكِـمَ على الرفيق جـبـيـهة بـ 30 سنة سجنا نافذا.
وهو في المعتقل السري "درب م الشريف"، انـتـقـد بجرأة سياسية الأسباب العميقة الكامنة في الخط السياسي والتنظيمي، اللذين عرضا تنظيمات الحركة الماركسية اللينينية المغربية إلى اعتقالات شاملة.
كان من الأطر الثورية، خلال الاعتقال، التي تـنـبـذ الصراعـات الـذاتـيـة وتـعـمـل من أجـل وحـدة منظمة "23 مارس" و"إلى الأمام" ضمن خط سياسي ثوري ماركسي لينيني.
مارس الرفيق جبيهة رحال، ورفاق آخرين، قطيعته مع قيادة "23 مارس"، المتواجدة في باريس، بعد أن عبرت برسالتها إلى أعضائها المعتقلين، عن خطها السياسي اليميني. وتشكل التيار الثوري لـ"منظة 23 مارس" بقيادة الرفيق جبيهة.
يوم 13 أكتوبر 1979، نفذ الرفيق جبيهة رحال، ورفيقين أخرين، سيون أسيدون ونجيب البريبري، محاولة الهروب من مستشفى ابن سينا بالرباط.
لكن الرفيق جبيهة رحال، "الذي كان يتزعم محاولة الهروب، وذلك أثناء محاولته القفز من على سطح المستشفى، حيث كانت توجد غرفة السجناء المرضى، مستعملا لهذا الغرض حبلا صنعه من أغطية أسرة المستشفى فانقطع الحبل ورحل جبيهة" (كما وضح الرفيق سيون أسيدون في حوار مع موقع هيسبريس).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق