رسالة اليوم 93 من الحكم الجائر و 449 من الاعتقال التعسفي
رسالة ماماتي:
رسالة اليوم 93 من الحكم الجائر و 449 من الاعتقال التعسفي إليك يا ولدي مفعمة بالحب والشوق.
كان نهار اليوم استثنائيا، تصادف مع ثاني زيارة في هذا الشهر للمعتقلين من طرف عائلاتهم.
لقد التقينا عائلة نور الدين العواج المناضلة والمكافحة وعائلة عادل لبداحي وأبنائه الصغار المحرومين من والدهم وهم في أمس الحاجة اليه.
وأيضا خلود زوجة سليمان الريسوني وابنهما الجميل هاشم الصغير الذي لا يدرك ما يحصل حوله،و ضحكاته وحركاته الطفولية أضفت على المكان جوا من المرح الطفولي الذي أنسانا بأننا بجوار سجن عكاشة الرهيب.
ولدي الغالي عندما تجلس مع هاته الأسر تشعر بالبساطة وطيبة القلب و باللوعة التي يحسون بها في مثل هذه الظروف وبالرغم من هذا فهي تقاوم وتناضل على أمل تغيير مسار هذا الواقع.
ولدي الغالي كان لقاؤنا اليوم مليئا بالشجن الخفي وبالحب الظاهر.
لقد كنت تحاول أن تقول لنا أنا بخير وتحاول إخفاء حنقك على ما أنت فيه الآن وعلى ما يسببه لنا من قلق و خوف عليك.
لقد كنت تمعن النظر في وجه والدك وتقول له هل أنت متعب، لقد فقدت من وزنك، وجهك شاحب ثم تنظر إلي وتقول لي هل كل شيء على ما يرام.
لا ياولدي لسنا على ما يرام، كيف نكون كذلك وانت محتجز في زنزانة ليل نهار، وأنفاسك و خطواتك تُحسب طيلة الوقت.
نحن أثناء زيارتنا يضيق بنا الحال لأننا نحس بأن أنفاسنا وكل كلمة نقول مرصودة هذا فقط في ظرف ساعة من الزمن تقريبا فما بالك بهذا الإحساس طيلة فترة الاعتقال وحتى في نومك فأنت مراقب.
هذه الوضعية صعبة جدا وبالأخص عندما يتعرض لها شخص بريء تمت محاكمته بشكل تعسفي في غياب أدنى شروط المحاكمة العادلة.
ولدي الغالي بالرغم من كل هذا، فإننانحاول أن نغتنم فرصة لقاءك وعناقك وضمك وتقبيلك رغم المنع.
مجالستك والإنصات إلى تحليلك للواقع وترقباتك لما سيحدث، يفرحنا لأنه يطمئننا على وضعك الصحي النفسي والعقلي و البدني.
نحس فعلا بأن مستواك الفكري عالٍ بشكل كبير وتحليلك منطقي وعقلاني وسليم لواقعنا البئيس.
نفهم إذن لما تم تغييبك وإخراسك ومنعك حتى من متابعة دراستك الجامعية بممارسة التمييز ضدك حيث تم تسجيل البعض بالماستر وبالإجازة و بشروط تتوفر لديك.
نفهم بالفعل كل هذا، ولو أنه يزيد من خوفنا عليك أكثر في القادم من الأمور.
في ختام هذه الزيارة طلبت منا أن نبلغ سلامك لكل الأحرار والحرائر داخل وخارج الوطن.
سلمت أيها الجميل و سلامنا لكل المظلومين.
---من ماماتي----
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق