رسالة اليوم 95 من الحكم الجائر و451 من الاعتقال التعسفي
رسالة ماماتي:
رسالة اليوم 95 من الحكم الجائر و451 من الاعتقال التعسفي إليك يا عمَري.
مع طول غيابك يزداد شوقنا ولهفتنا لسماع صوتك وتحسس نبضات قلبك على وقع كلماتك و ضحكاتك أيها الغالي.
مع طول غيابك يزداد إحساسنا بالظلم والغبن الذي تعرضتَ له ولا زلت تتعرض له باستمرار في "أجمل بلد في العالم".
نعم لقد تعرضت للظلم، لأنه تم التعامل معك كمجرم، و حرموك من كل وسائل دفاعك، بل وشككوا حتى في كل ما قلت وبدون أي دليل.
لقد حاولوا أن يصوروك بأبشع الصور فقط لخدمة أجندات معينة دون أن ينتبهوا إلى أنهم يدوسون على كرامة خيرة شباب البلد و يدفعون بهم الى الهروب منه بحثا عن الكرامة والعيش الكريم بعيدا عن دولة لا يهمها المواطن بقدر ما يهمها صوته في الانتخابات وما يجلبه من عملة صعبة.
يا ولدي لقد فهمنا الآن على أننا كمواطنين لا نساوي شيئاً في أعين المسؤولين اللهم إن كنا أصواتا تباع وتشترى أو مهاجرين بدون صوت، ولكن قيمتنا تحويلاتنا في نهاية كل شهر كمساعدات لعائلات تعيش عالة على مغتربيها، لأن الدولة لا تهتم لهم كمواطنين.
نعم ياولدي نحن لا نحس بالأمان وهذا الإحساس أصبح شائعا عند أغلب الأسر المغربية سواء تلك التي تعرض أحد أبنائها للاعتقال أو تلك التي تعاني شظف العيش من سياسات الدولة. سياسات لا تأخذ المواطن المغربي بعين الاعتبار وتتعامل معه كآخر شيء يجب التفكير فيه.
إن سياسة فرض الأمر الواقع لم تعد تجدي نفعا، نحن مواطنون مسؤولون ولنا الحق في أن نعامَل كذلك، نعامل بمسؤولية وبإشراكنا في واقعنا الفعلي. الواقع مفروض علينا وليس لنا حتى الحق في انتقاده وفي مناقشته و اقتراح بدائل وحلول،.
هل نحن شعب عقيم ليتم التعامل معنا بهذه الطريقة.
هل نحن شعب لا يفهم لتُوَلُّوا علينا أميين وفاقدين للأهلية القانونية وبشهادة مؤسسات الدولة وقضائها.
هل نحن قاصرون لتقرروا مكاننا دون نقاش عمومي و دون فتح المجال للشرفاء والأحرار ليدلوا بدلوهم في مشاكل تخصنا جميعا.
فما قيمة قنوات وطنية إن كانت لا تفتح أبوابها لمثقفينا الحقيقيين والذين نضطر للإستماع إليهم على مواقع التواصل الاجتماعي إن سمح ذبابكم الالكتروني لنا بمتابعتهم.
قنوات " وطنية" نمولها من عرق جبيننا وليس لنا فيها حتى حق الإخبار و التواصل.
ولدي الغالي ما يحُز في نفسي كثيرا هو أن كل ما انتقدته وناضلت من أجله ومن أجل الحق في المعلومة للجميع، كل هذا أصبح من باب المستحيلات.
ولدي الغالي لقد شكلت حجرة عثرة أمام بعض المسؤولين الذين أزعجتهم كثيرا بالنبش في ملفات فسادهم وكان من الممكن أن تقطع الطريق أمام تسلقهم في مراكز مهمة للدولة ففضلوا أن يُضحوا بك ويزيحونك من طريقهم.
هذه خلاصة ما كنت لا أريد أن أصل إليه ولكن الحقيقة لا يمكن إخفاؤها وإن تم تغييبك خلف الأسوار وإخراس صوتك المدة التي يرونها مناسبة لهم.
ولدي الغالي، لم تستطع أسوار تازمامارت وقلعة مكونة ودرب مولاي الشريف و كل سجون البلد الظاهرة و الخفية أن تُخرس أصوات المظلومين، فالدنيا سِجالٌ ، يومٌ لكَ ويوم عليك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق