جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 96 من الحكم الجائر و لليوم 452 من الاعتقال التعسفي.

 رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 96 من الحكم الجائر و لليوم 452 من الاعتقال التعسفي.

سلامتك ياولد من الانتقام.
إعلم ياولدي أن محنَتك ومحنتَنا ومحنة كل المعتقلين ظلماً وانتقاماً في بلد تَمكَّن من أموره من لا يُقدِّر تاريخ قواه الحرة النضالي ويريد أن يجعل منه مجردَ بلد مجرّدٍ من رصيده المشرِّف والمخضَّب بدماء الوطنيين من أجل الاستقلال وبناء الدولة الوطنية الديمقراطية.
سيرة الإغلاق أصبحت دربة يومية لمن يتحكم بالقول وبالفعل في مصير الشعب: إغلاق الفضاء العمومي والسياسي والحقوقي والمدني وإغلاق الحدود وإغلاق المجال الجوي بمزاجية صبيانية تجعل من بلدنا سجناً مُسَيَّجاً يَصُد الأبواب أمام ولوج ومغادرة ترابنا حتى على إخوتنا ومن يريد التعرف على بلدنا.
لستَ وحدك ورفاقُك في السجن، فنحن كذلك مسجونون برغبة تُعوزها الحكمة والخبرة ويُحركها استبداد لا يلتفت ولا يستحضر ما اجتمعنا عليه من قوانين ودستور وكأننا مجرد قبيلة أو طائفة يقع أعضاؤها تحت من سارت الأمور إليهم بالتضليل والإفك.
هناك من يريد إضعاف الدولة والنيل منها، من يكون هؤلاء؟
وبعد الانتخابات وتشكيل الحكومة كنا نراهن على إحداث تغيير ولو طفيف يحمينا من التغول الأمني الذي باركته الحكومة السابقة وحرضت عليه بواسطة وزيرها في حقوق الإنسان، لكننا ما زلنا لا نشعر بأدنى انزياح عن هذه المقاربة الأمنية التي عانينا منها طيلة عقد من التضييق على حرية التعبير وعلى حرية الصحافة المستقلة.
نحن نحمل المسؤولية لمن كان يقود التجربتين الحكوميتين السابقتين في عجزه عن حماية المواطنين من تجبر الأمننة وقمع الحريات العامة وتشجيع صحافة الرصيف على حساب الصحافة الحرة والمستقلة.
في عهده حصلت عدة انتهاكات في حق الرأي الحر والتظاهر السلمي ووصل القمع إلى أعلى درجاته وسالت دماء كثيرة على أرصفة الشوارع حتى أصبح الشارع ممنوعاً على المواطنين الغاضبين.
وهاهو الشارع ما زال مغلقاً في وجه الحركات الاجتماعية وأبواب السجون موصدة على أحرار الوطن والأبرياء وخيرة شبابه، كما لو أننا لم نُجرِ انتخابات ولم نشكل حكومة.
والحقيقة، ودرءاً لكل غباء سياسي، فالقرار لا يأتي من الانتخابات ومن الحكومات ولا حتى من البرلمان بغرفتيه، بل هناك من يقع فوق الدستور وقبله بقرون : إنه العقل المخزني الذي ما زال لا يعرف طريقاً للحقوق وللعدالة الاجتماعية وأن ما يهمه هو استتباب الأمن بالقوة والحجر.
لكن هذا العهدَ عهدُ الحياة الديمقراطية وربط المسؤولية بالمحاسبة ولو تأخر فهو آتٍ لا ريب فيه لأنه طموح المواطنين وقواهم الحرة.
أنت حر أيها الحر ولو تكالبت عليك كل الأبواق المسمومة.
لقد كتبت سيرة الشرفاء والأبطال ولا يهمك من سخَّر جسده وأعدم عفته وكرامته وعرضه بالتوظيف البوليسي لإسقاطك، لكنهم سقطوا أمام الوطن و العالم وتلوثت سيرتهم وسيرميهم من وظفهم وسخّرهم في المطارح.
دام لك الصمود أيها البرئ والحرية لجميع المعتقلين.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *