الفيتوري رثاء عبد الخالق محجوب : قلبي علي وطني .
الفيتوري رثاء عبد الخالق محجوب : قلبي علي وطني .
الشاعر محمد مفتاح الفيتوري: ( ١٩٣٦-٢٠١٥). شاعر سوداني بارز. يعتبر من رواد الشعر الحر الحديث، ويلقب بشاعر إفريقيا والعروبة. وتم تدريس بعض أعماله ضمن مناهج آداب اللغة العربية في مصر في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، كما تغنى ببعض قصائده مغنّون كبار في السودان.
قلبي على وطني مرثية محمد الفيتوري في عبد الخالق محجوب
حين يأخذك الصمت منا فتبدو بعيدا
كأنك راية قافلة غرقت في الرمال تعشب الكلمات القديمة فينا وتشهق نار القرابين ،فوق روءوس الجبال وتدور بنا أنت ، يا وجهنا المتخفي خلف كل سحابة في الكهوف التي زخرفتها الكآبة ويجر السؤال السؤال ..وتبدو الأجابة نفس الأجابة ونناديك ..نغرس أصواتنا شجرا صندليا حواليك نركض خلف الجنائز عارين في غرف الموت نأتيك بالأوجه المطمئنة ، والأوجه الخائفة بتمائم أجدادنا ..بتعاويذهم حين يرتطم الدم بالدم بالصلوات المجوسية الخاطفه بطقوس المدارات ..بالمطر المتساقط في زمن القحط ،بالغاب ..والنهر...والعاصفة .قادما من بعيد... على صهوة الفرس..الفارس الحلم ، ذو الحربة الذهبيةيافارس الحزن ..مرغ حوافر خيلك فوق مقابرنا الهمجيةحرّك ثراهاانتزعها من الموت ..كل سحابة موت تنام على الأرض ،تمتصها الأرض..تخلقها ثورة في حشاها انتزعها من الموت، يافارس الحزن ..أخضر، قوس من النار والعشب أخضرصوتك.. بيرق وجهك ..قبرك - لاتحفروا لي قبراسأرقد في كل شبر من الأرض أرقد كالماء في جسد النيل أرقد كالشمس فوق حقول بلادي مثلي أنا ليس يسكن قبرالقد وقفوا ووقفت لماذا يظن الطغاة الصغار وتشحب الوانهم ان موت المناضل موت القضية أعلم سر احتكام الطغاة الى البندقيةلاخائفا ان صوتي مشنقة للطغاة جميعاولانادما ان روحي مثقلة بالغضب كل طاغية ،صنم ،دمية من خشب ..وتبسمت .- كل الطغاة دمى ربما حسب الصنم ،الدمية المستبدة ،وهو يعلق أوسمة الموت فوق صدور الرجال انه بطل مايزال !..وخطوت على القيد لاتحفروا لي قبراسأصعد مشنقتي، وسأغلق نافذة العصر خلفيواغسل بالدم رأسي، وأقطعوأطبعها نجمة فوق واجهة العصر..فوق حوائط تاريخه المائلةوسأبذر قمحي للطير والسابلةقتلوني..وانكرني قاتلي وهو يلتف بردان في كفني وأنا من ؟ سوى رجل واقف خارج الزمن كلما زيفوا بطلاقلت : قلبي على وطني المناضل عبد الخالق محجوب: (١٩٢٧-١٩٧٢) يرثي عبد الخالق محجوب زعيم الحزب الشيوعي السوداني
فيديو
فيديو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق