رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 136 من الحكم الجائر ولليوم 492 من الاعتقال التعسفي.
رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 136 من الحكم الجائر ولليوم 492 من الاعتقال التعسفي.
تحية الصمود أيها البرئ.
اعتقالك ياولدي بالطريقة التي تم بها،وقبله طحنك من طرف الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بمسلسل من الاستنطاقات لمدة شهر والتي كانت كل واحدة منها تدوم ما بين ثمان وعشر ساعات، وقبلها كرنفال من التشهير والهجوم الكاسح من طرف إعلام المخابرات، عنوان للظلم في هذا العهد.
لقد تم الحكم عليك ،قبل أن يبدأ التحقيق معك، من طرف المجلس الحكومي ومختلف مؤسسات الدولة وإعلامها الرسمي، وهذا ما يجعل القضاء عاجزاً عن تمتيعك بمحاكمة عادلة.
وفعلاً منعك القضاء من وسائل الدفاع عن نفسك جملة وتفصيلا.
والدليل هو ما جاء به تعليل الحكم عليك الذي احتفظ بمحضر الشرطة القضائية وقرار إحالة قاضي التحقيق بالنص ودون تغيير، وكأن المحاكمة لم تُجر والدفاع لم يرافع.
وما التضامن الواسع وطنياً ودولياً إلا دليل صلب على براءتك وأنك معتقل تحكمياً من أجل معاقبتك على صراحتك وعمق تحقيقاتك حول فساد رجال الدولة.
والواقع الحالي يشهد بحقيقة ما توصلتَ إليه بمهنية عالية وبجرأة ناذرة كصحافي تحقيقات في بلد مازال يعادي هذا النوع من الصحافة.
أمام غرفة الاستئناف قضية أساءت كثيراً إلى البلد قبل أن تسيئ إليك وإلينا.
قضيتك هي قرار مزاجي مستبد لا يبرره لا قانون المسطرة الجنائية ولا الدستور.
نتمنى من هذه الغرفة أن تعيد لنا الثقة في القضاء وأن تُمكنَ عمر مما حُرِم منه في المرحلة الابتدائية، ومرحباً بقرار المحكمة مهما يكن وسنحترمه.
ننتظر العدالة لعمر ولجميع المعتقلين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق