جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 138 من الحكم الجائر ولليوم 494 من الاعتقال التعسفي.

 رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 138 من الحكم الجائر ولليوم 494 من الاعتقال التعسفي.

سلامتك ياعمر من خريف السياسة.
اعتاد النظام السياسي المغربي على استقطاب النخب المؤهلة سياسياً من أحزاب الحركة الوطنية منذ الاستقلال عندما عجز عن إنتاج نخبه.
شكلت أحزاب الحركة الوطنية معاهداً لتكوين أطر من المستوى العالي والنظيف.
وعندما قرر النظام القضاء على هذه الاحزاب بالقمع الشرس وبقرون من السجن، قضى على منبع نخبٍ كانت مُنقدةً لأزماته في أيام الشدة.
وكان الحوار جارياً بين المعارضة والنظام رغم شدة القمع وعنفوان النضال.
لم تكن قطيعة كما هي الآن كما لو أن الأحزاب لا أهمية لها في سياسة البلاد: أتكلم عن الأحزاب ذات العمق الشعبي والتاريخي لا عن الدكاكين السياسية الإدارية المصنوعة التي مكنها النظام من المغرب بكل ما فيه.
منذ الثمانينات التي شهدت تربع "خيرة" أطر البلد من الجهتين: جهة النظام وجهة المعارضة السياسية، أخذ المغرب في تقهقر مستوى نخبه السياسية، حتى صرنا نرى ما نراه الآن من خبل وغباء وتيهان في من يعتبرون أنفسهم في حجم تدبير وطن كالمغرب.
يحصد النظام السياسي ما صنعت يداه في الاعتماد على أشباه السياسيين الذين تأبطوا السياسة في غفلة من التكوين السياسي ومن باب الافتراس الاقتصادي تحت حماية ورعاية نخبة أخرى لا تقل غباء و تعوزها الغيرة على الوطن و التي تشكل عمود السلطوية.
لكن المغربَ ولاّدٌ وبطون المغربيات خصبة لإنجاب الوطنيين من شباب لم يعيشوا مرحلة الثمانينات لكنهم يعيشون نسختها الثانية في هذا العهد الجديد/ القديم.
شباب لا يعترفون بالخطوط الحمراء وهم يرون نخبة من الأغبياء على رأس بلد كالمغرب يزرعون الفتنة ويفخخون الشارع بتصريحاتهم المتحدية للجماهير الغاضبة ويدفعون المغرب إلى مناطق مجهولة.
ميل ميزان القوة لصالح المخزن غير مضمون ولا يشفع له إنكار حقوق طبقات واسعة من المجتمع وتسليم البلد بكل ما فيه إلى طبقة لا تصنع ولا تُنتِج أية قيمة تنموية، بل هي طبقة أوليغارشية تعيش على الريع والفساد.
شبابنا الذي أنجبته هذه المحن لا يليق ببلد كالمغرب الذي يعدمهم في السجون و يعدم مستقبل البلد.
مكانهم في الشارع و في التنظيمات المدنية والحزبية والنقابية ليكونوا الخلف الصالح والمتمرس والنظيف لخلف فاسد خطير على مستقبل المغرب.
أكبر دليل على ما نذهب إليه هو البرلمان والحكومة الحاليين.
حلهما هو الحل والذهاب إلى تغيير سياسي عميق لبناء الدولة الوطنية الديمقراطية.
ذلك الحين قريب ياولدي لأنه لا بديل عنه ودونه الانهيار.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *