رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 151 من الحكم الجائر ولليوم 507 من الاعتقال التعسفي.
رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 151 من الحكم الجائر ولليوم 507 من الاعتقال التعسفي.
تحية الحرية والبراءة ياولدي.
أصبحنا لا نفهم نية السلطوية وتجاهلها لمطالب الحركة الاجتماعية والحقوقية والسياسية.
وكلما ارتفعت الأصوات مطالبة بطي صفحة الاحتقان والاستبداد وفتح صفحة احترام الحريات والتعبير لبناء مجتمع العدالة الاجتماعية والمساواة وربط المسؤولية بالمحاسبة، كلما تطرفت السلطوية بكل أنواعها، من الأمن إلى القضاء، في السير رأساً وبسرعة نحو التشديد وخنق المخنوقين أصلاً.
وهكذا تتعدد خرجات الإعلام الأصفر تقطر تشهيراً وتحريضاً ضد كل منتقد للسياسات العمومية وتُصرف أموال كثيرة من أجل تأجيج الحقد والضغينة وزرع الفتنة في مفاصل المجتمع.
وتتطرف المحاكم في تغييب شروط المحاكمة العادلة وتُصعِّب مهمة الدفاع وتؤيد الأحكام الابتدائية وترفع بعضها.
وترتفع سرعة الاعتقالات والمحاكمات لمجرد المشاركة في شكل احتجاجي سلمي.
ويُغلق الفضاء العمومي أمام احتجاجات المواطنين بالمنع والقمع والعنف بشكل غير قانوني.
لا نفهم نية السلطوية والاتجاه الذي تقود البلد نحوه و طبيعة الأفق السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي ترمي إليه، في جو من التضليل والهروب إلى الأمام ونقض الوعود الانتخابية.
ولا نفهم تطرف السلطوية أمام اعتدال المجتمع السياسي والحقوقي وحرصه على السلم الاجتماعي والاستقرار الفعلي، في دولة الحماية الاجتماعية وربط المسؤولية بالمحاسبة.
ومن باب "السماء فوقنا" أن الطريق الذي يُقاد إليه الوطن هو طريق اللاعودة إذا لم نتوقف ونتريث ونعود إلى الحكمة والواقعية السياسية.
طريق الخوف والرعب هو ما نعيشه جراء تطرف السلطوية باعتقال الصحافيين والمدونين والنشطاء المدنيين، حتى صار الفضاء العام والخاص مهجوراً من الرأي الآخر والمعارض.
لكن لا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر وسينكسر.
طريق الحرية يسير رأساً وإلى الأمام ولو تأخر زمناً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق